بتاريخ 20 نيسان/أبريل 2024 أبلغت إدارة سجن الراعي ذوي المواطن الكردي المعتقل “جانكين عثمان نعسان”، (36) عاماً من أهالي قرية “روتا/المعزولة” التابعة لناحية معبطلي/موباتا أقربائه من طرف جدته في قرية “كازيه” التابعة لمركز مدينة عفرين لاستلام جثمانه من مشفى بلدة الراعي بريف حلب الشرقي، حيث توفي تحت التعذيب في سجن الراعي والذي يديره فصيل السلطان مراد.
إلا أنّ ذوي الضحية تبرؤوا منه ولم يجرؤ أحد التقدم لاستلام الجثة خوفاً من تبعات ذلك ورد فعل الفصائل ضدهم، لذلك تمّ دفن جثمانه في بلدة الراعي لتابعة لمنطقة الباب بريف حلب الشرقي بتاريخ 23نيسان/ أبريل 2024.
وكان عناصر من فصيل الجبهة الشامية بتاريخ 7 حزيران/ يونيو 2020 قد قاموا باعتقال جميع أفراد العائلة من منزلهم بحي الأشرفية بمركز مدينة عفرين بتهمة مشاركتهم في أعمال تفجير واستولت عناصر الجبهة الشامية حينها على منازلهم وسرقت كافة محتوياته. والمعتقلين هم كل من :
الأب ويدعى “عثمان مجيد نعسان”، (65) عاماً
الأم وتدعى “زينب عبدو”، (60) عاماً
والأولاد كل من:
– جانكين عثمان نعسان، 36 عاماً
– زليخة وليد عمر، (30)عاماً، زوجة جانكين
– شيارعثمان نعسان، (30)عاماً، زوجته كانت غائبة
– محمد عثمان نعسان، (28)عاماً
– جيلان سمير جمال حمالو، (26) عاماً، زوجة محمد ومعها طفلان.
وفي شهر تموز2021، تم الإفراج عن المسنة (زينب عبدو) من قسم النساء في سجن ماراته/معراته بمركز مدينة عفرين بسبب مرض عضال أصابها، فتشرّدت ولاقت مصيراً مؤلماً، وانتقلت للسكن لوحدها في قريتها الأصلية “روتا/المعزولة” في منزل قديم، حيث توفيت لاحقاً بتاريخ 23 كانون الأول/ديسمبر2021 حرقاً بظروف غامضة.
وفي شهر آب2021 تم الإفراج عن المواطنة “زليخة وليد عمر” – زوجة “جانكين” والتي كانت تعاني من مرض الصرع العصبي قبل الاعتقال، وقد تدهور وضعها الصحي في المعتقل بسبب التعذيب والظروف القاسية، فتشرَّدت دون مأوى ومعيل وفي حالةٍ يرثى لها.
ولايزال مصير بقية أفراد العائلة كل من (عثمان، شيار، محمد، جيلان، الطفلين) إلى الآن مجهولاً، علماً بأنّ عائلة الضحية “جانكين” كانت مقيمة في مدينة عفرين منذ عشرات السنين ولم يبق لهم أقرباء في قريتهم الأصلية “روتا/المعزولة”.
وأفاد مصدر خاص ل”ليلون” أنّ: “حادثة الوفاة قد تمت بالفعل، لكن لا توجد للعائلة أقارب في القرية وجميع أفراد العائلة معتقلون بتهم تتعلق بالإخلال بالأمن، ولا يملكون معلومات كافية لأنّ ليس هناك من يتابع قضاياهم أو يزورهم في السجن”.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد أصدرت تقريرها السنوي عن العام 2023 في شباط/فبراير من العام الحالي 2024 أشارت فيه إلى الانتهاكات التي ارتكبتها الفصائل المسلحة والقوات التركية بحق المدنيين من السكان الأصليين الكرد بما في ذلك التعذيب والقتل في السجون. حيث “شملت أنواع التعذيب التي تحدثوا عنها (الناجون) الضرب المبرح والمطوّل غالباً باستخدام الكابلات والأسلاك الكهربائية والأنابيب المعدنية – وخلع الأسنان والأظافر، والتعليق في السقف أو بالدواليب بالحبال، والحرق بالسجائر. غالباً ما أفاد محتجزون سابقون أنهم كانوا معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي أثناء الاستجواب”.
كما أشار التقرير إلى حالات الوفاة تحت التعذيب وفقاً لإفادات ناجين/ات من الاعتقال من سجون الفصائل المسلحة. مثل حادثة مقتل المحامي لقمان حنان، (45 عاماً) تحت التعذيب في 22 كانون الأول/سبتمبر 2022.
يضاف إلى ذلك مقتل المواطن الكردي “كاوا جمال عمر“، 35 عاماً بعد اعتقاله بعامين في سجن الراعي، تحت التعذيب وجرى دفنه في بئر ماء قريب من السجن.
وفقاً لتقارير حقوقية وناشطين فإنّ حالات القتل تحت التعذيب في السجون ومراكز الاعتقال أو الاحتجاز التي تشرف عليها الفصائل المسلحة التابعة للجيش الوطني السوري والاستخبارات التركية منذ احتلال منطقة عفرين عام 2018 قد ارتفعت إلى 151 معتقلاً حتى أيلول 2022.
والجدير بالذكر أن منطقة عفرين تعاني حالات تعذيب شديدة بحق المعتقلين، الذين يحرمون من التواصل مع ذويهم، وهناك من لا يعرف مصيرهم ما إذا كانوا على قيد الحياة أم لا.
حيث تم تشكيل مؤسسة دولية متخصصة بالمفقودين في سوريا والتي بدأت عملها في بداية نيسان من العام الحالي 2024 للعمل على البحث عن مصير المفقودين لدى جميع أطراف النزاع. وبالإضافة إلى تقديم المساعدة، بما في ذلك المساعدة النفسية والاجتماعية التي تمس الحاجة إليها بالنسبة للعائلات والناجين والناجيات.