أظهر مقطع فيديو تفاصيل جريمة الاعتداء على مسن كردي يدعى “فريد سليمان حسّو”، 60 عاماً وابنه “محمد حسو”، 15 عاماً من أهالي قرية كاخرة/ياخور التابعة لناحية معبطلي في عفرين بتاريخ 6 نيسان/ أبريل 2024 من قبل اثنان من رعيان الأغنام النازحين وعناصر المقر العسكري التابع لفرقة الحمزة (الحمزات) بأرضه قرب قرية كوْركان التابعة لناحية جنديرس.
كان السيد “فريد” برفقة ابنه قد شاهد اثنان من الرّعيان من النازحين يرعيان مواشيهما في حقل الزيتون العائد ملكيته للسيد “فريد”، وعندما طالبهما بإخراج المواشي من الحقل، قاما بشتمهما وتهديدهما، وأشهر كل واحد منهما سكيناً ورماهما بالحجارة، تعرّض على إثره المسن فريد بيده اليمنى.
بعدها عاد الرعيان إلى القرية وهم يهددون بأنهما سوف يجلبان العناصر المسلحة من المقرّ والعودة للاعتداء عليهما وضربهما. بعد حوالي ساعة عادا إلى الحقل برفقة عناصر مسلحة الذين انهالوا بالضرب المبرح بالعصي على “محمد فريد” عندما كان يقوم بحراثة حقله بالجرار حتى أُغمي عليه وهو مضرجٌ بالدماء، كما اعتدوا على المسن “فريد” بالضرب، وعلى إثره تم نقلهما إلى المشفى من قبل الأهالي.
وأكّد مصدر خاص من المنطقة لـ”ليلون” أنّ حادثة الاعتداء على المسن “فريد حسو” وابنه كانت دون سبب يذكر، سوى أنّ المنتهكون يستقوون بالفصائل المسلحة الذين ينتمون لفصيلي الحمزات والعمشات، قائلاً:
“قدّم الضحايا شكوى ضد المنتهكين، لكن لا نعتقد أنّ ذلك سوف ينصفهم، فقضية ضحايا نوروز جنديرس خير مثال على ذلك، وفي مواسم الزيتون تكررت حوادث سرقات للزيتون دون أن يتم الكشف عن السارق ومحاسبته“.
كما أشار المصدر أنّ هذه الحالات مستمرة، فهو: “حكم القوي على الضعيف. لو كانوا يعلمون أنّهم سوف يُحاسبون لما أقدموا على ذلك”.
بعد انتشار خبر الاعتداء على وسائل التواصل الاجتماعي، ادّعت الشرطة العسكرية في عفرين أنها اعتقلت اثنان من المعتدين ونشرت صورهما دون ذكر اسميهما أو أية تفاصيل أخرى.
تتكرر حوادث الاعتداء على المدنيين الكرد من قبل النازحين بشكل ممنهج دون أي رادع، على العكس من ذلك تقوم الفصائل المسلحة بمساندة هؤلاء النازحين والتستر على جرائمهم بحق السكان الأصليين خاصة في القرى والمزارع.
وبتاريخ 17 آذار/مارس 2024 اعتدى ثلاث شبان من النازحين المقيمين في قرية “الحياة” التابعة لناحية معبطلي على المواطن “لقمان محمد كولين”، 54 عاماً وانهالوا عليه بالضرب المبرح ولاذوا بالفرار عندما كان لقمان ذاهباً إلى حقله خارج القرية.
وبتاريخ 14 نيسان/أبريل 2024 أقدم مسلحو “فيلق الشام” في حاجز قرية كوسا التابعة لناحية راجو بقيادة المدعو “أبو علاء” بالاعتداء على طفل وشاب كرديين وهما “ريان مصطفى إسماعيل”، 13 عاماً الذي تعرض للتعذيب و”حكيم علي سيدو”، 21 عاماً بحجة السرعة في القيادة.
وفي سياقٍ آخر أقدمت مجموعة من النازحين في قرية معراته بالاعتداء على القاصر “وسام عبد الرحمن داوود”، 16 عاماً، في موقع النبعة بالضرب المبرح، ونُقل إلى مستشفى سيناء بعفرين، وعندما دافع ذوو “وسام” عن ابنهم تدخل عناصر فرقة الحمزة (الحمزات) في الحاجز للدفاع عن المعتدين.
ما تزال الانتهاكات مستمرة بحق أهالِي مدينة عفرين وقراها من السكان الأصليين ذو الغالبية الكردية، في بعض الأحيان يتم القبض على بعض الأشخاص شكلياً، ولا يتم متابعة التحقيقات معهم بشكل نزيه وشفاف، وغالباً ما يتم تبرئة المنتهكين. حيث يتم الضغط من قبل الفصائل وأصحاب النفوذ على الضحايا الذين يضطرون لتقديم التنازلات خوفاً من تبعات الاستمرار في الشكاوي ومتابعة قضاياهم.ِِ