مع بدء العام الجديد 2024 لم تتوقف حالات فرض الضرائب وتحصيل الفدى المالية من السكان الأصليين مع اقتراب الموعد الذي حدّده الفصائل المسلحة للأهالي مع تدني حالات الاستيلاء على المحاصيل الزراعية بانتهاء موسم جني الزيتون. حيث كان قد أعلن فصيل السلطان سليمان شاه (العمشات) بأنّ نهاية العام الماضي 2023 هو آخر موعد لتسديد الضرائب المفروضة من قبلهم على المواسم الزراعية ومعاصر الزيتون العائدة ملكيتها للسكان الأصليين في القرى التي تقع تحت سيطرتهم، خاصة القرى التابعة لناحية شيخ الحديد والتي استطاعت “ليلون” التأكد من بعض المعلومات والبيانات من خلال باحثيها الميدانيين، فيما لم يتسنى التأكد من معلومات أخرى التي وردت عن قرى ناحية معبطلي، وذلك بسبب تخوف الناس من الإدلاء بالمعلومات خشية تعرضهم للاعتقال والتعذيب من قبل الفصيل المذكور، لذا لم نوردها في التقرير.
وتبتكر الفصائل المسلحة أساليب جديدة لتحصيل الفدى المالية من الأهالي، حيث لجأ فصيل السلطان سليمان شاه (العمشات) هذه المرة إلى إجبار السكان في القرى التي تقع تحت سيطرتها للتسجيل على الاشتراك في شركة الكهرباء التركية رغم أنّ معظم الأهالي لديهم طاقة شمسية تمدهم بالتيار الكهربائي على مدار 24 ساعة ودون تكاليف إضافية، وقاموا بتهديد كل من يمتنع عن الاشتراك بهدف الحصول على المبالغ التي أضافوها على رسم الاشتراك.
وتراجعت نسبة عمليات قطع الأشجار المثمرة وخاصة أشجار الزيتون التي نالت نصيبها من القطع الجائر خلال الشهر الماضي، بسبب لجوئهم إلى قطع الأشجار الحراجية في ناحيتي معبطلي وشيخ الحديد، والتي لم نذكرها في التقرير أيضاً بسبب عدم الوصول إلى معلومات كافية تتعلق بمساحة الأشجار المقطوعة والجهات المتورطة.
إلى ذلك لم تخف وتيرة الاعتقالات بهدف تحصيل الفدى المالية بحجج مختلفة، فيما رُصدت انتهاكات أخرى من قبل المدنيين النازحين المدعومين من الفصائل المسلحة، ومنهم عشيرة “الموالي”، إضافة إلى حالات السرقة التي لم تتوقف خاصة في مدينة عفرين من قبل مجهولين يرجّح تعاملهم مع تلك الفصائل.
كما أظهر التقرير حالة النازح الذي قام بتقديم الشكوى ضد تاجر زيت زيتون ليعيد له الفرق في المال الذي ربحه في شرائه لكمية من صفائح الزيت، يدلّ على انحياز واضح للفصائل المسلحة للنازحين على حساب السكان الأصليين الكرد المقيمين في عفرين.
ومن خلال رصد فريق “ليلون” للأحداث والوقائع تمكنّا من التأكد من وقوع الانتهاكات التالية في أماكن متفرقة من منطقة عفرين، وهي:
(19) حالة اعتقال، (13) حالة فرض ضرائب وفدى مالية، (2) حالة قطع الأشجار المثمرة، (8) حالات لانتهاكات أخرى شملت حالتي ضرب وتعذيب، وحالة احتيال، وحالة لإجبار مواطن على نقل الحطب بجراره الزراعي وتحطمه، وحالتي سرقة في مدينة عفرين، إضافة إلى ثلاث حالات لتحصيل الضرائب من ثلاث قرى، إلى جانب فرض ضريبة قُدرت بـحوالي 25000 دولار على أكثر من 500 مشترك بعدادات كهرباء الشركة التركية في قريتي سنارة وأنقلة التابعتين لناحية شيخ الحديد.
كما سجّل التقرير أسماء الجهات المتورطة في ارتكاب الانتهاكات بحق السكان الأصليين من أبناء منطقة عفرين على الشكل التالي:
(12) حالة انتهاك من قبل فرقة السلطان سليمان شاه (العمشات)، (14) حالة انتهاك من قبل الشرطة العسكرية، (4) حالات من قبل الاستخبارات التركية، (1) حالة لفرقة الحمزة، (1) حالة للشرطة المدنية، (2) حالة لمجهولين، (1) حالة انتهاك من قبل عشيرة “الموالي” النازحة، (1) حالة لأحرار الشرقية.
والانتهاكات التي سجلتها “ليلون” وتأكّدت من حدوثها عبر باحثيها الميدانيين، والتي ارتكبت من قبل جهات وفصائل مختلفة في منطقة عفرين خلال شهر كانون الثاني/يناير 2024 هي كالتالي:
أولاً ـ حالات الاعتقال:
في بداية عام 2024 تعرّض “كميران شوكت حبش”، 35 عاماً من مدينة جنديرس للاعتقال من قبل الشرطة العسكرية بعد أن قدم من منطقة “شهبا” بأسبوعين، وأمضى أسبوعاً كاملاً في السجن تعرض خلالها للتعذيب، وأُطلق سراحه بعد أن دفع مبلغاً قدره 400 دولار. بلغت الفديات المالية التي دفعها المواطن “كميران شوكت حبش” للفصائل العسكرية 2600 دولار، وهي على الشكل الآتي: 400 دولار للمحكمة لقاء إطلاق سراحه، 1500 دولار للشرطة العسكرية لمنع تعذيبه، 200 دولار للشرطة العسكرية أيضاً، 100 دولار لقاء استخراج البطاقات التعريفية لأفراد أسرته، وبتاريخ 29 كانون الثاني/يناير 2024 دفع 400 دولار للحصول على براءة ذمة. وقد دفع كل تلك المبالغ لأنه كان يوزع الخبز على الأهالي فترة الإدارة الذاتية السابقة في عفرين.
بتاريخ 12 كانون الثاني/يناير 2024 تمّ استدعاء مختار قرية قرزيحل/كورزيله التابعة لناحية عفرين المركز “عبدو أحمد نجار” من قبل فصيل فرقة السلطان سليمان شاه (العمشات) في قرية قرزيحل بقيادة المسؤول الأمني “أبو رحمون”. وأثناء دخوله إلى المقر تم ضربه وتعذيبه وإهانته قبل أن يتكلموا معه أو يسألوه عن شيء. بعد الضرب والإهانة والتعذيب فرضوا عليه مبلغاً قدره 5000 دولار. تعهّد المختار أنْ يذهب إلى عفرين، وأن يقرض المبلغ من أقاربه. على هذا الأساس تم إطلاق سراحه في نفس اليوم، وذهب “عبدو” إلى عفرين، وهناك قام بالإخبار، وتقديم شكوى على العمشات لجهات أخرى. بعد ذلك تواصل فصيل العمشات مع عبدو وتنازلوا عن المبلغ المفروض عليه شريطة أنْ يصرّح أمام الكاميرا بأنّ الضجة الإعلامية التي جرت بخصوص اعتقاله ومعاونه وضربهم عارية عن الصحة، وأنْ يقوما بتكذيب الخبر مقابل إطلاق سراحهما.
بتاريخ 12 كانون الثاني/يناير 2024 تم اعتقال “إبراهيم محمد عبدو” من قرية قرزيحل التابعة لناحية المركز من قبل فرقة السلطان سليمان شاه (العمشات)، بعد استدعائه إلى المقر، وهو يعتبر بمثابة معاون مختار القرية وعضو المجلس المحلي في القرية. وقاموا بضربه وإهانته وتعذيبه، وطلبوا منه فدية مالية قدرها 5000 دولار لقاء إطلاق سراحه. كما أجبروه على تسجيل مقطع فيديو مع المختار لتبرئة العمشات من هذه الأفعال لقاء إطلاق سراحه بعد التنازل عن طلب الفدية.
بتاريخ 14 كانون الثان/يناير 2024 اعتقلت الاستخبارات التركية في قرية “كوليان تحتاني” التابعة لناحية راجو ثلاث مواطنين، هم كل من: “ريحانة محمد يوسف، فاطمة محمد سليمان، علي محمود سليمان”، وذلك بتهمة العمل مع الإدارة الذاتية السابقة في عفرين.
بتاريخ 14 كانون الثاني/يناير 2024 قامت الشرطة المدنية باعتقال “علي قدو”، 47 عاماً من حي ترندة في مدينة عفرين، وذلك بسبب شكوى تقدّم بها أحد المستوطنين المنحدرين من غوطة دمشق ضده، مطالباً إياه بمبلغ 95 ألف دولار. حيث يملك المواطن “علي” معصرة زيتون في حي ترندة، وخلال موسم الزيتون اشترى من المستوطن زيت زيتون بقيمة 30 دولار عن كل صفيحة، ودفع المستوطن له مبلغ تسعة آلاف دولار آنذاك عن كامل الزيت الذي اشتراه. وبعد انتهاء موسم الزيتون ارتفع سعر صفيحة الزيت، فعاد المستوطن يتاجر بالزيت المباع للأستاذ مرة أخرى ويطالبه عن الصفيحة الواحدة 95 دولار بدل 30 دولار التي قبض ثمنها آنذاك، وتقدم بشكوى ضده لدى الشرطة المدنية التي انحازت للمستوطن وألغت عملية البيع الأولى، وألقت القبض على المواطن “علي قدو”.
بتاريخ 18 كانون الثاني/يناير 2024 اعتقلت الشرطة العسكرية في مدينة اعزاز المواطن الكردي “عبدو رشيد حنان حاج عبدو” من أهالي قرية “خدريا” التابعة لناحية بلبل في منطقة عفرين، وذلك بعد ذهابه إلى مدينة اعزاز. وما يزال قيد الاعتقال.
بتاريخ 22 كانون الثاني/يناير 2024 قام فصيل فرقة الحمزة (الحمزات) باعتقال المواطن “محمد مصطفى مسلم” من مواليد 1989، من قرية جوقيه/الخضراء التابعة لناحية المعبطلي/موباتو. حيث هددوه بنقله إلى “سجن الراعي” إذا لم يدفع مبلغاً قدره 5000 دولار.
بتاريخ 23 كانون الثاني/يناير 2024 قامت الشرطة العسكرية باعتقال المواطنة “زينب محمد كلوشو” من منزلها في بلدة معبطلي بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية، واقتيادها إلى المقر العسكري، وذلك بعد عودة “زينب كلوشو” من مدينة حلب، لتسوية وضعها وإصدار البطاقة التعريفية. وكانت “زينب” قد تعرضت للاعتقال ثلاث مرات بنفس التهمة، وكل مرة أجبرت على دفع فدية مالية لقاء الإفراج عنها. في المرة الأولى دفعت 3500 دولار، وفي المرة الثانية 2000 دولار، وما يزال مصيرها مجهولاً.
بتاريخ 24 كانون الثاني/يناير2024 أقدمت الاستخبارات التركية مع الشرطة العسكرية باعتقال المواطن الكردي “فراس خليل نوري”، 40 عاماً، من أهالي قرية “ديرصوان” التابعة لناحية شرا/شران من مكان عمله، حيث يعمل بائع (بسطة بازار) وسط مدينة عفرين بتهمة ترؤسه للكومين إبان حكم الإدارة الذاتية السابقة. علماً أنّه قد عاد مؤخراً من لبنان، وقام بتسوية وضعه وباستخراج البطاقة التعريفية الصادرة عن مجلس شرا/شران، وإخراج رخصة بيع في البازار لدى بلدية مدينة عفرين. هذا وقد تم اقتياده إلى جهة مجهولة، ولايزال مصيره مجهولاً.
بتاريخ 27 كانون الثاني/يناير 2024 اعتقلت الشرطة العسكرية ستة أشخاص بينهم امرأة وطفل، وهم كل من: “مصطفى محمد حسين (أبو غاندي) وأخوه شيخ أمين محمد حسين، ماهر عبد الرحمن، روبالين وابنها” البالغ من العمر سنتان، وهو أصم وأبكم، إضافة إلى سائق تكسي يدعى “برزاني محمد”، 45 عاماً من قرية خلنير التابعة لناحية عفرين المركز. حيث تم اعتقال كل من مصطفى محمد حسين وأخوه شيخ أمين ظهراً من ورشة الخياطة في عفرين التي يعملان فيها، كما اعتقل ماهر عبد الرحمن محمد من عمله، بينما اعتقلت روبالين وابنها من منزلها مع السائق “برزاني محمد” الذي كان ينتظرها لنقلها إلى بيتها. والجدير بالذكر أنّ “مصطفى محمد حسين” تم اعتقاله أكثر من مرتين، وفي كل مرة بقي أكثر من سنتين في السجن، وقد تمّ الإفراج عنه قبل شهرين حتى تم اعتقاله مجدداً، وماهر أيضاً تم الافراج عنه بعد سجن دام سنتان، بينما روبالين وابنها تم ترحيلهما مؤخراً من تركيا عندما كانت تحاول العبور إلى يونان.
بتاريخ 28 كانون الثاني/يناير 2024 اعتقلت الشرطة العسكرية مواطنين، أحدهما يدعى “خالد وقاص” بتهمة القيام بأعمال تخريبية.
ثانياً ـ فرض ضرائب وفدى مالية:
بتاريخ 3 كانون الثاني/يناير 2024 أعلن فصيل فرقة السلطان سليمان شاه (العمشات) مجدداً عن فرض ضرائب على قرى شيخ الحديد، سنارة، آنقلة، هيكجه، وقرى أخرى. ومن الأشخاص الذين شملهم الضرائب كل من: “شكري حسن 1900 دولار من هيكجه، فرح الدين 3000 دولار من هيكجه، مصطفى شيخ محمد 3500 دولار من سنارة، نبي هورو2000 دولار من سنارة، حسين محمد 1000 دولار من سنارة، عزت محمد 2900 دولارمن آنقلة، وأسعد مختار حمو 4000 دولار، وإبراهيم خليل 3000 دولار، حيث قدرت كمية المبالغ التي فرضتها العمشات على تلك القرى وفق الآتي: شيخ الحديد 250 ألف دولار، سنارة 100 ألف دولار، هيكچه 100 ألف دولار، وقرى أخرى تقع تحت سيطرة العمشات لم نحصل على معلومات كافية حولها من مصادر ليلون. وفُرضت هذه الضرائب بحجة تزفييت وتصليح الطريق. وتكون قيمة الضريبه حسب كل شخص وعدد أشجار الزيتون التي يملكها.
بتاريخ 28 كانون الثاني/يناير 2024 قام المسؤول الأمني لفصيل فرقة السلطان سليمان شاه (العمشات) “أبو طلال” بتهديد الأهالي للتسجيل على عدادات الكهرباء التركية من جميع عوائل قريتي سنارة وأنقلة التابعتين لناحية شيخ الحديد، وعلى كل من يسجل أن يدفع 150دولار، بينما يكون رسم الاشتراك في القرى الأخرى 90 أو 100 دولار، ويأخذ الفصيل 50 دولار وفق ما أفاد به مصادر خاصة ل”ليلون”. إلا أنّ نصف أهالي القرية لديهم طاقه شمسية، فلم يسجلوا أسماءهم، فقام المسؤول الأمني “أبو طلال” بإرسال تعليمات للمختار يهدد فيها الذين لم يسجلوا بأنهم سوف يواجهون عقوباتٍ قاسية، فاضطر إثر ذلك جميع أهالي القرية أن يسجلوا أسماءهم، ودفع كل مشترك 150 دولار رسم الاشتراك خوفاً من التعرض لعواقب تنتظرهم. حيث ينبغي على كل قرية أن يكون فيها 200 مشترك على الأقل حتى تقوم الشركة بتزويدهم بالكهرباء. وقد تجاوز أعداد المشتركين في القريتين 500 مشترك، أي أكثر من 25 ألف دولار حصل عليها فصيل العمشات جراء هذه العملية من القريتين.
ثالثاً ـ قطع أشجار:
في بداية كانون الثاني/يناير 2024 أقدم مجهولون على قطع 28 شجرة زيتون وشجرتي تين عائدة ملكيتها للمواطن “أكرم أبو آزاد”، 55 عاماً من قرية ميركان، التابعة لناحية معبطلي.
بتاريخ 18 كانون الثاني/يناير 2024 أقدم عناصر من عشيرة “الموالي” برفقة أحد أبناء قرية “تل طويل” يُدعى “أحمد رشيد” ويعمل مع ضمن صفوف فصيل “أحرار الشرقية” على قطع 80 شجرة زيتون تعود ملكيتها للمواطن “ريناس حنان” من أهالي قرية تل طويل التابعة لمركز مدينة عفرين، وتم تحطيب جميع الأشجار المقطوعة ونقلها إلى مقرات الفصيل.
رابعاً ـ انتهاكات أخرى:
تعرّض محل أزهار حمدوش في عفرين بعد منتصف ليل الأربعاء 24 كانون الثاني/يناير 2024 للسرقة من قبل مجهولين الذين قاموا بسرقة دراجة نارية قيمتها 800 دولار أيضاً العائدة ملكيتها للمواطن “أبو حمدوش” من قرية كمروك الذي يقع محله على مقربة من مقر فصيل السلطان مراد المعروف باسم “مقر الشيشاني”.
أجبر فصيل فرقة السلطان سليمان شاه (العمشات) بقيادة “أبو ربيع” والمسؤول الأمني “أبو طلال” المواطن “مصطفى حسن أوغرش” من قرية “سنارة” التابعة لناحية شيخ الحديد على نقل حطب صنوبر بجراره الزراعي دون مقابل مادي (مجاناً) من أحراش “وادي جرجم” بتاريخ 25/ كانون الثاني/يناير 2024، لكن الجرار وقع في الوادي مع الحطب واستطاع السائق النجاة. ولا يزال الجرار في قعر الوادي، ولم يساعده العمشات على إخراجه، فيما بعد تم تفكيك بعض القطع وسرقتها من قبل المقيمين في المخيم القريب من الموقع. علماً أنّ صاحب الجرار قد اشتراه بالدّين ولم يسدّد المبلغ المتبقي بعد، وتعود ملكية المقطورة لعمه.