نحن مجموعة من الناشطات والناشطين من بنات وأبناء عفرين، ارتأينا تأسيس جمعية تحت اسم “جمعية ليلون للضحايا”، والتي تسعى إلى لم شمل كل الضحايا من أبناء/ات عفرين ومساندتهم/ن والتنسيق مع باقي جمعيات الضحايا في عموم سوريا.
نهدف في “ليلون” إلى تحقيق العدالة وإعادة الحقوق إلى أصحابها، وجعلها منبراً فعالاً تضم صوت أهالي عفرين المقهورين، وجسراً ينقل معاناتهم وآلامهم إلى الجهات المحلية والدولية والأممية، لكي تتوقف هذه المعاناة ولا تتكرر مرة أخرى لا في عفرين ولا بأي منطقة سورية أخرى.
ولأجل تحويل حلم العودة إلى عفرين حقيقة، وانطلاقاً من واجبنا تجاه أهالينا المهجرين/ات قسراً، والباقون في المنطقة اللذين يتعرضون إلى شتى أنواع الانتهاكات بسبب تمسّكهم بالبقاء، نعلن وقوفنا إلى جانبهم وتبني قضاياهم والدفاع عنهم في المحافل الدولية لإنصافهم وإحقاق حقوقهم المشروعة في عودة آمنة وكريمة لموطن الزيتون والسلام.
على مدار سنوات النزاع الطويلة في سوريا، عاشت منطقة عفرين في ظل تهديدات وجودية، وانتهاكات لا حصر لها، أخذت طابعاً ممنهجاً ومنسّقاً بعد عملية “غصن الزيتون” التركية في عام 2018، بمساندة فصائل سوريّة معارضة، والتي أفضت إلى احتلالها بحسب وصف منظمات دولية مستقلة ومحايدة. لقد أجبرت العملية عشرات الآلاف من المدنيين على النزوح قسراً إلى مناطق مختلفة من سوريا وخارجها، حاملين معهم/ن حلم العودة. كما أنّ بعض الذين بقوا والذين استطاعوا بشق الأنفس العودة ولا تتجاوز نسبتهم 30% من مجمل عدد السكان الأصليين، يعيشون في ظل حالة من الخوف وانعدام الأمن والأمان وفوضى السلاح.
لقد تمّ توثيق أنماط مختلفة من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان كالاعتقال التعسفي والتعذيب والإخفاء القسري وقطع الأشجار والاستيلاء على الممتلكات وعمليات التتريك والتغيير الديموغرافي والاستيطان، مع غياب المساءلة واستمرار الإفلات من العقاب.
إلى أهالينا الكرام:
ستكون “جمعية ليلون للضحايا” منبراً ومساحةً لاحتضان آلامكم وآمالكم، وتحويل الألم إلى مصدر قوة تجعلكم تقفون على أقدامكم وتسعون للدفاع والمطالبة بحقوقكم المسلوبة. لذا نتمنى أن تنال الجمعية كل الدعم والمساندة منكم لكي نستطيع القيام بواجبنا على أكمل وجه.
إلى المنظمات والهيئات الدولية:
لقد جاء تأسيس “جمعية ليلون للضحايا” متأخراً إلى حدّ ما، لكوننا كنا نأمل من المجتمع الدولي القيام بواجبه الإنساني والأخلاقي تجاه أهالي عفرين ونصرة قضيتهم، إلا أنّ وتيرة الانتهاكات منذ 2018 تسارعت في عفرين، ويعتبر مشروعنا هذا في مواجهة تلك الانتهاكات مشروعاً إنسانياً بالدرجة الأولى، ومستقلاً ولا يرتبط بأي جهة/ات سياسية أو حزبية، لذا نتمنى من جميع الهيئات التي تُعنى بحقوق الإنسان والهيئات القانونية الدولية العمل على مساندتنا ودعم قضية عفرين لتصبح قضية دولية تهتم بها جميع الهيئات والمنظمات ذات الصلة أسوة بباقي القضايا السورية المحقّة الأخرى، ولكي نتمكن من فضح الانتهاكات وتقديم المنتهكين للمحاسبة، وبالتالي تهيئة الأرضية لعودة الأهالي المهجرين قسراً إلى موطنهم عودة كريمة.
جمعية ليلون للضحايا – 18 آذار/مارس 2023