بتاريخ 13 آذار/مارس 2024 أقدم أحد النازحين في مدينة جنديرس التابعة لمنطقة عفرين على قتل الطفل الكردي “أحمد خالد معمو” البالغ من العمر 16 عاماً من أبناء قرية “الحمام” التابعة لناحية جنديرس بطريقة شنيعة، حيث قام الجاني المدعو”يامن أحمد الإبراهيم” ويبلغ 18 عاماً، وينحدر من ناحية سنجار بريف إدلب، بنحره وطعنه بعدة طعنات، ومن ثم رميه في بئر عميق في منطقة خارج المدينة على الطريق الواصل بين جنديرس وقرية “تل سلور”، تعود ملكيته للمواطن “حاج إبراهيم”.
وتحدّث مصدر خاص لـ”ليلون” عن حيثيات الحادثة قائلاً: “كان أحمد في السوق يشتري أغراض الإفطار للبيت، وشاهده الجاني يامن، الذي قام باستدراجه بحجة بيعه قطع للدراجة النارية وهي موجودة في مزرعة خارج المدينة على طريق تل سلور. ولدى وصولهما للمزرعة قام يامن بطعنه بالسكين وذبحه، ومن ثمّ لفّ الحبل حول وخنقه، بعدها قام بإنزاله إلى البئر. واستغرقت هذه الحادثة مدة ثلاث ساعات.”
وكانت قد حدثت مشكلة بين الجاني وصاحب المخبز قبل أسبوع من الحادث، ليقوم والد الضحية بطرده على إثرها. وأكّد والد الضحية “خالد مدى” في مقابلة مع شبكة روداو الإعلامية أنّ “قاتل ابنه ينحدر من محافظة حماة ويفوق عمره الـ 20 عاماً، وأنّه نفذ الجريمة لوحده وفق المعلومات الأولية”.
سارع الأهالي برفقة ما تسمى بفرق الدفاع المدني لإخراج الجثة من البئر بعد اعتراف الجاني بمكان الجثة، وجرى نقلها إلى المشفى العسكري في مدينة عفرين، وسط حالة من الغضب من قبل المواطنين المجتمعين أمام المشفى.
أثارت هذه الحادثة موجة واسعة من الاحتجاجات ومظاهرات من قبل المهجرين قسرياً من أهالي عفرين ونشطاء المجتمع المدني والحقوقيين، عبروا من خلالها عن سخطهم واستنكارهم للجريمة في كل من جنديرس وعفرين، كما عمت الاحتجاجات مناطق شهبا وحلب وقامشلي والعديد من المدن الأوروبية، كما نددت عددٌ من المنظمات الحقوقية والسياسية من خلال إصدار البيانات بهذه الجريمة.
تُضاف هذه الجريمة إلى سجل انتهاكات الفصائل المسلحة والنازحين ضد أهالي عفرين من السكان الأصليين وضمن سلسلة الاعتداءات التي لا تنتهي فصولها منذ خضوع المنطقة للاحتلال في 18 آذار/مارس 2018، نتيجة غياب القانون وانتشار السلاح العشوائي.
لم يمضي يومان على جريمة قتل القاصر “أحمد خالد معمو مدى”، حتى أقدمت مجموعة ملثمة في يوم 15 آذار/مارس 2024 بالاعتداء بالضرب على الطفل القاصر الكردي رودي محمد جقل، 16 عاماً” من أهالي ناحية جنديرس ومقيم في مدينة عفرين- حي عفرين الجديدة، قرب مشفى آفرين وتهديده بالقتل. وتم نقله إلى المشفى لتلقي العلاج اللازم، دون معرفة دوافع الجريمة حتى الآن.
ووفقاً لمصدرٍ خاص ب”ليلون” مقرب من الضحية، إنّ المعتدين بعد أن أهانوه، قاموا بتهديه بالقتل قائلين: “ودّع أهلك”، وضربه عدة طعنات بالسكين.
تأتي الحادثة بعد أيام من حادثة طعن الطالب الكردي “شيار إبراهيم عمر”17 عاماً” من أهالي قرية قنطرة التابعة لناحية معبطلي، وهو طالب في الصف الحادي عشر بتاريخ 25 شباط/فبراير 2024 في بلدة معبطلي من قبل خمسة طلاب من النازحين في مدرسة معبطلي الثانوية، وهم ينحدرون من بلدة حيان بريف حلب الشمالي، حيث قاموا بضربه بعدة طعنات بالسكين (الحربة)، وتم نقله إلى المستشفى في مدينة عفرين لتلقي العلاج.
وفي تاريخ 25 تموز/يوليو2023، تعرّض القاصر “نظمي أشرف عثمان” في مدينة جنديرس والذي يبلغ من العمر خمسة عشر عاماً، للاعتداء بالضرب على يد مجموعة مسلحة ملثمة يشتبه انتماءهم لفصيل جيش الشرقية وتهديده، علماً أنّه من عائلة بشمرك التي راحت ضحيتها أربعة شبان كرد ليلة نوروز 2023 على يد مجموعة مسلحة من فصيل جيش الشرقية التابع للجيش الوطني السوري، وفق ما نشرته ليلون في وقت سابق.
وتنتشر حالات قتل المدنيين بما فيهم النساء والأطفال بشكلٍ ممنهج وخاصة الكرد من السكان الأصليين على أيدي مسلحي فصائل ما يسمى بـ”الجيش الوطني السوري” والنازحين في منطقة عفرين في ظل انتشار السلاح بشكل كبير والفلتان الأمني، لمنع عودة المهجرين قسرياً إلى قراهم ومدنهم وإجبار المقيمين على النزوح وترك بيوتهم وممتلكاتهم.
وقد أشارت العديد من التقارير الحقوقية الدولية إلى استهداف السكان الأصليين بشكل متعمد منذ 2018 إلى الآن، وكان آخرها تقرير هيومان رايتس ووتش الذي وثّق انتهاكات حقوق الإنسان في عفرين.