تشهد ناحية شيخ الحديد/شيه وقرىً تخضع لسيطرة فصيل السلطان سليمان شاه استياءً شعبياً، بسبب فرض غرامات وضرائب مالية متعددة وبحجج متنوعة على الأهالي، بلغت إحداها قرابة أربعين ألف دولار على كامل أهالي إحدى القرى.
وفي التفاصيل، أكّدت مصادر محلّية خاصة لـ”جمعية ليلون للضحايا” والذين رفضوا الكشف عن هوياتهم خوفاً من الاعتقال، أنّ فرقة السلطان سليمان شاه المعروفة بالعمشات بقيادة المدعو محمد الجاسم الملقب بـ”أبو عمشة” تفرض غرامات مالية على الكرد العائدين من السكان الأصليين إلى بيوتهم في القرى التي تسيطر عليها بعد استدعائهم إلى الفروع الأمنية والتحقيق معهم لفترات متفاوتة، ومنهم من يتعرض للتعذيب والسجن، حتى يتم السماح لهم بالإقامة واستعادة منزلهم وممتلكاتهم بعد دفع فدى وغرامات مالية متفاوتة حسب التهمة الموجّهة إليهم، ومن ضمنها بلدة: الشيخ حديد/شيه وسنارة وآنقله وكاخرة وشيتكا وخليل وآلكانا)، وتراوحت تلك المبالغ بين /1000 – 1500/ دولار أمريكي وذلك بحجة تسوية أوضاعهم.
هذا وتفرض العديد من الفصائل المسلحة، التي تتحكم فيها تركيا وتسيطر على عموم منطقة عفرين، وناحية شيخ الحديد/شيه والقرى التابعة لها بصورة خاصّة، مبالغ وغرامات مالية على كل عائلة من السكان الكُرد العائدين من مدينة حلب والدول الإقليمية المجاورة مثل لبنان وتركيا وإقليم كردستان، علماً أنّ عملية تحصيل المبالغ المالية تتم في المناطق الكُردية فقط، دون المناطق الأخرى مثل إعزاز والباب وجرابلس ومارع وغيرها.
من جهة أخرى، أفاد مصدر محلي آخر لـ”ليلون” أنّ “جمعية بهار الإغاثية” قامت بتوزيع قسائم مالية في بداية شهر آب/أغسطس 2023 بقيمة 150 دولار على بعض العائلات في عدة قرى من بينها شيخ الحديد وسنارة وأنقلة، فقام عناصر الفصيل المذكور (العمشات) بأخذ مبلغ 100 دولار من كل عائلة تحت تهديد السلاح. حيث تحصل العائلات الفقيرة من السكان الأصليين الكُرد والنازحين والذين يعانون من صعوبات بالغة في تأمين الإحتياجات الأساسية، بشكل دوري على مساعدات مالية، الأمر الذي يجعلهم هدفاً لأطماع الفصائل المسلحة لأخذ حصتها منهم.
وفي السياق نفسه فرض فصيل “العمشات” غرامة مالية قدرها 50 دولار على حوالي 400 عائلة من أهالي قرية “كاخرة” بعد تلقيهم مساعدة نقدية قدرها 100 دولار أمريكي من “جمعية الإحسان الخيرية” في بداية شهر آب/اغسطس 2023، لكن وبعد مغادرة الجمعية القرية، قام عناصر الفصيل باستدعاء جميع العوائل الذين حصلوا على المساعدة المالية وفرضوا عليهم تسليم المبلغ بشكل علني، حيث تتكرر حالات تحصيل المبالغ من الأهالي بحجج متنوعة وفي مناسبات مختلفة.
أيضاً، وكجزء من سياسة التضييق على السكان الأصليين في المنطقة، تتكرّر حالات منع الأهالي من حصد محاصيلهم الزراعية لإجبارهم على دفع نسب معينة من المال يفرضه الفصيل على الأهالي من أجل السّماح لهم بجني المحصول. وفي هذا الصدد، أفادت مصادر محلية خاصة لـ”ليلون” أنّ فصيل “العمشات” فرض ضريبة باهظة (أربعين ألف دولار أمريكي) على أهالي قرية “كاخرة/ياخور” التابعة لناحية معبطلي، بحجة أنّ القرويين حصدوا محصول السّماق دون الحصول على “موافقة أو إذن” من الفصيل المذكور، كما أنّ نفس الفصيل فرض ضريبة قدرها ثلاثة آلاف دولار أمريكي على أهالي قرية “ميركان/حسيه” وألف دولار أمريكي على أهالي قرية “شيتكا” التابعتين لناحية معبطلي في منطقة عفرين، بحجة قطف الأهالي لمحصول السماق بدون إذن الفصيل أيضاً.
ومن جهةٍ أخرى أفاد مصدر من المنطقة لباحث “ليلون” الميداني أنّه تم فرض ضريبة 100 ليرة تركية على كل شجرة جوز ممن يملكون أشجار الجوز من أهالي قرية شيتكا ليتم السّماح لهم بالتصرف بها وجنيها.