في 20 يناير/كانون الثاني 2018، شنت القوات التركية والفصائل المسلحة التابعة للجيش الوطني السوري، المدعومة من تركيا، عمليةً عسكرية على منطقة عفرين السورية، تحت مسمى “غصن الزيتون”، مما أدى إلى احتلال المنطقة بالكامل في 18 مارس/آذار 2018. أسفرت هذه العملية عن تهجير مئات الآلاف من السكان الأصليين، تاركةً وراءها مأساة إنسانية مستمرة.
على مدى السنوات السبع الماضية، تعرض أهالي عفرين لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، شملت القتل، التهجير القسري، التغيير الديمغرافي، وتدمير الموروث الثقافي والبيئي للمنطقة.
انتهاكات موثقة ومستمرّة
وثّقت جمعية ليلون للضحايا مئات الانتهاكات، من بينها الخطف، الاعتقال التعسفي، فرض الإتاوات، قطع الأشجار، وتدمير المعالم الثقافية. كما أكدت تقارير صادرة عن منظمات حقوقية دولية، مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، أن القوات التركية والفصائل المسلحة المدعومة منها تورطت في ارتكاب انتهاكات خطيرة، تضمنت الاعتقال التعسفي، الإخفاء القسري، مصادرة الممتلكات، وأعمال النهب.
و في تقريرٍ لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” بعنوان “كل شيء بقوة السلاح”، وثّقت المنظمة استمرار هذه الانتهاكات في المناطق التي تحتلها تركيا في شمال سوريا، بما في ذلك عفرين، مما يعكس سياسة الإفلات من العقاب التي تمارسها هذه القوات.
تصعيد جديد في 2024: تهجير المهجرين قسراً
في عام 2024، تعرض مهجّرو عفرين المقيمون في منطقة “شهبا” لتهجير جديد خلال عملية “فجر الحرية” التي شنتها فصائل الجيش الوطني السوري المدعومة من تركيا. وأفادت التقارير بأن هذه العملية أدت إلى نزوح آلاف الأشخاص مرة أخرى، مما زاد من معاناتهم المستمرة.
إحصائيات عن الانتهاكات المرتكبة
بحسب منظمة حقوق الإنسان في عفرين، فإن عملية “غصن الزيتون” أدت إلى:
تهجير 300,000 مدني قسراً من مناطقهم.
انخفاض نسبة السكان الأصليين (الكرد) إلى 23% فقط.
تدمير 64 مدرسة بشكل كلي أو جزئي، وتحويل بعضها إلى مقرات عسكرية ومراكز احتجاز وتعذيب، مثل مدرسة “أمير الغباري”.
اعتقال أكثر من 10,208 مدنيين منذ سيطرة فصائل الجيش الوطني السوري، مع استمرار اختفاء ربع المحتجزين قسرياً، وإطلاق سراح آخرين بعد دفع فدى مالية.
مقتل 105 نساء، من بينهن 14 حالة انتحار و74 حالة اعتداء جنسي.
وفاة أكثر من 778 مدنياً، بينهم 682 قتيلاً بالقصف التركي، و96 قتيلاً تحت التعذيب.
جرح أكثر من 762 مدنياً، من بينهم 345 طفلاً و225 امرأة.
قطع أكثر من 1,000,000 شجرة زيتون وأشجار حراجية، إضافة إلى حرق 30,000 شجرة زيتون وأشجار أخرى.
تخريب وتدمير 59 تلاً أثرياً من أصل 75 تلاً، بالإضافة إلى 28 مزاراً دينياً، وتجريف المقابر، وتحويل إحداها إلى سوق للمواشي.
الاستيلاء على أكثر من 10,000 منزل و7,000 محل تجاري في مدينة عفرين، عدا القرى والبلدات التابعة لها.
في ظل استمرار هذه الانتهاكات والصمت الدولي، نجدد مطالبتنا بـ:
إنهاء سيطرة الفصائل المسلحة التابعة لتركيا على عفرين وجميع المناطق السورية المحتلة، وإطلاق سراح المعتقلين تعسفياً في عفرين ورأس العين/سري كانيه وتل أبيض/كري سبي.
ضمان عودة آمنة وكريمة لجميع المهجّرين والنازحين إلى ديارهم، بعيداً عن أي انتقام أو ممارسات قمعية.
على الحكومة السورية اتخاذ خطوات فورية لوقف الانتهاكات المستمرة في عفرين، وضمان حماية المدنيين وحقوقهم. إن ضم أفراد متورطين في الجرائم السابقة إلى القوات الرسمية دون محاسبة يرسّخ الإفلات من العقاب، وعليه يجب محاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات، وعدم السماح بإفلاتهم من العقاب.
تقديم الدعم اللازم لإعادة إعمار المنطقة وتعويض الضحايا والمتضررين من النزاع والانتهاكات.
تحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه هذه الجرائم، والعمل بجدية لإنهاء الاحتلال وضمان تحقيق العدالة للضحايا.
في هذه الذكرى الأليمة، نؤكد التزامنا بالدفاع عن حقوق أهلنا، ونجدد عهدنا بالعمل من أجل تحقيق العدالة وإنهاء الظلم والاضطهاد في منطقة عفرين وجميع المناطق السورية المحتلة.
جمعية ليلون للضحايا
18 مارس/آذار 2025