تقرير ليلون حول انتهاكات حقوق الإنسان في منطقة عفرين خلال شهري نيسان/أبريل وأيار/مايو 2024

رغم صدور العديد من التقارير الحقوقية من المنظمات المحلية والدولية حول انتهاكات حقوق الإنسان في منطقة عفرين وتنديدها بتلك الانتهاكات، إلا أنّ الانتهكات لم تتوقف، ولم يُحاسب المنتهكون ولم ينل الضحايا حقوقهم، بل استمرت تلك الانتهاكات بمختلف أنماطها في مختلف مدن ونواحي وقرى المنطقة.

وقد تمكّن فريق ليلون من خلال باحثيها ومصادرها الخاصة التأكد من وقوع عدد من الانتهاكات المدرجة في التقرير، لكن بسبب تحديات أمنية وصعوبة الوصول إلى معلومات أكثر دقة لم ندرج في التقرير جميع الانتهاكات التي حدثت خلال شهري نيسان وأيار 2024 رغم أننا نعلم أنّ حجم الانتهاكات هو أضعاف ما أدرجناه في تقريرنا هذا، كما أنّ عدد من الأهالي يخشون من تداعيات التواصل مع المنظمات الحقوقية، لذلك يتحفظون في العديد من المرات على الإدلاء بوقوع الانتهاك.

ومن جهةٍ أخرى حاولنا أيضاً بعد متابعة المصادر المفتوحة من مواقع التواصل الاجتماعي وتحليل الأخبار والمعلومات المنشورة ومدى مصداقية المصدر التأكد من حدوث الانتهاكات من مصادر مقرّبة من الضحايا، ومن ذوي الضحايا أنفسهم.

وخلال رصد فريق ليلون للانتهاكات التي وقعت في مختلف قرى ومدن منطقة عفرين، توصلنا إلى تسجيل حالات الانتهاكات التالية:

(12) حالة اعتقال، (5) حالات فرض فدى مالية، (12) حالات أخرى شملت الاعتداء بالضرب والدهس بالسيارة، بيع منازل عائدة ملكيتها للسكان الأصليين المهجرين قسراً، قطع الأشجار المثمرة، الابتزاز، السطو على البيوت والسرقة، الشتم والتهديد.

ومن الفصائل المتورطة في تلك الانتهاكات: الشرطة المدنية (10) حالات انتهاك، الاستخبارات التركية (7) حالات، الشرطة العسكرية (4) حالات، فرقة الحمزة (3) حالات، فرقة السلطان سليمان شاه (1) حالة، باسم (الجيش الوطني السوري) (1) حالة، مسلحون ملثمون (4) حالات، النازحون (6) حالة انتهاك بين بيع منازل السكان الأصليين والاعتداء بالضرب والتهديد والشتم.

أولاً- حالات الاعتقال:

• في بداية نيسان/أبريل 2024 تم اعتقال المواطن “قازقلي رشيد سيدو” من قريه “خازيان تحتاني” التابعة لناحية معبطلي، من قبل الفصائل المسلحة على حاجزٍ عسكري في عفرين عندما كان متجهاً إلى حلب.
• بتاريخ 2 نيسان/أبريل 2024 اعتقلت الشرطة المدنية في ناحية معبطلي المواطن “شكري أحمد أوصو”، 48 عاماً من قرية “كمروك” التابعة لناحية معبطلي بتهمة المشاركة في الحراسة الليلية أثناء فترة الإدارة الذاتية السابقة في عفرين. وقد تم الإفراج عنه بعد يومين في 4 نيسان/أبريل 2024 بعد دفعه فدية مالية قدرها /500/ دولار.
• بتاريخ 3 نيسان/أبريل 2024، تم اعتقال المواطنة “صديقة شيخ بلو”، 55 عاماً من أهالي قرية “باليا” التابعة لناحية بلبل، من قبل الاستخبارات التركية والشرطة المدنية، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، بعد وصولها إلى القرية بحوالي عشرين يوماً عائدةً من حلب؛ وأطلق سراحها بعد أسبوع من الاحتجاز وفرض فدية مالية عليها.
• بتاريخ 3 نيسان/أبريل 2024 اعتقلت الشرطة العسكرية المواطن “محمد صلاح زينو”، 24 عاماً المعروف باسم “حجي” من أهالي قرية “داركير/ دار كبير” التابعة لناحية معبطلي، في مركز عفرين، أثناء زيارته الثانية لوالده المعتقل منذ أوائل كانون الأول/ديسمبر 2023، وذلك بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ولا يزال قيد الاعتقال التعسفي.
• بتاريخ 1 أيار/مايو 2024 تم اعتقال المواطن “عماد رشيد حبش”، 50 عاماً وهو من أهالي قرية “بعدينو/بعدنلي” التابعة لناحية معبطلي، أثناء استخراجه بطاقة شخصية في ناحية راجو من قبل الشرطة العسكرية بتهمة الخروج في نوبات حراسة مسائية أثناء الإدارة الذاتية السابقة في عفرين، ويطلبون منه فدية مالية قدرها (3000) دولار.
• بتاريخ 6 أيار/مايو 2024 تم اعتقال المواطن “إبراهيم عماد الدين حمود”، 35 عاماً من قرية “خربة شران” التابعة لناحية شران من قبل الاستخبارات التركية والشرطة العسكرية. وكان قد عاد مؤخراً منذ ما يقارب شهر ونصف من حلب، وسكن مع أهله في قرية “خربة شران” يتهيأ للسفر إلى أوروبا عن طريق تركيا، وتم اعتقاله بحجة العمل مع الإدارة الذاتية السابقة في عفرين.
• بتاريخ 6 أيار/مايو 2024 أقدمت الاستخبارات التركية على اعتقال المواطن “محمد محمد بركات”، 46 عاماً في قرية كوكان تحتاني التابعة لناحية معبطلي. حيث كان يقيم في حلب وبعد الأزمة السورية و الحرب سافر إلى لبنان، و في شهر أيار/مايو عاد من لبنان إلى عفرين وبالتحديد إلى قرية “كوكان تحتاني” لزيارة أقاربه، وتم اعتقاله بتهمة الخروج في نوبات حراسة أثناء فترة الإدارة الذاتية السابقة. وتم إخلاء سبيله بتاريخ 21 أيار/مايو 2024 بعد أن دفع فدية مالية قدرها (400) دولار.
• بتاريخ 15 أيار/مايو2024، اعتقلت الشرطة المدنية في ناحية معبطلي المواطن “علي سليمان جاويش”، 40 عاماً من أهالي قرية “كمروك”، دون إخبار ذويه بالتهمة الموجهة له، ولا يزال قيد الاعتقال التعسفي.
• بتاريخ 20 أيار/مايو 2024 اعتقلت الاستخبارات التركية والشرطة المدنية في عفرين المواطن “عبد الرحمن رسول إبراهيم”، 30 عاماً من أهالي قرية “آغجلة” التابعة لناحية جنديرس، بعد استدعائه إلى مقر الشرطة المدنية، بتهمة أداء الخدمة الإلزامية لدى الإدارة الذاتية السابقة. وأفرجت عنه بتاريخ 29 أيار/مايو 2024 بعد دفعه فدية مالية قدرها (400) دولار.
• بتاريخ 28 أيار/مايو 2024 تم اعتقال المواطن “ريزان حسين يوسف”، 37 عاماً من أهالي قرية “كوران” التابعة لناحية جنديرس، من قبل الشرطة المدنية في جنديرس بعد استدعائه إلى مقرّها، دون معرفة التهمة الموجهة إليه.
• بتاريخ 30 أيار/مايو 2024 اعتقلت الشرطة المدنية المواطن الكردي “محمد هورو”، 58 عاماً من أهالي قرية فريرية التابعة لناحية جنديرس دون معرفة سبب الاعتقال.
• بتاريخ 30 أيار/مايو 2024 اعتقلت الشرطة المدنية في جنديرس المواطن “حسن محمد حسكة”، 75 عاماً من أهالي قرية “مسكة” التابعة لناحية جنديرس دون معرفة الأسباب.

ثانياً – انتهاكات أخرى:

• بتاريخ 11 نيسان/أبريل 2024 في اليوم الثاني من عيد الفطر تعرّض المواطن الكردي “وسام عبد الرحمن دهدو”، 16 عاماً من أهالي قرية “معراته” التابعة لمركز عفرين، لاعتداء بالضرب على طريق معراته عند النبعة من قبل مجموعة من النازحين وعناصر من فرقة الحمزة، بسبب عدم دفع أتاوات العيد من قبل والده “عبدالرحمن”. وتم نقله إلى المشفى، وهو يعاني من رضوض في جسمه وبعض الكسور في أصابع اليد.
• في أواسط نيسان/أبريل 2024 قام نازح ينحدر من دير الزور ببيع منزل المواطن “جهاد موسى” من أهالي قرية “سيمالا/ميدانا” التابعة لناحية راجو، إلى نازح آخر ينحدر من إدلب مقابل مبلغ (4000) دولار. ويقع المنزل في شارع المركز الثقافي بمدينة عفرين. حيث يسكن المواطن “جهاد موسى” حالياً في قريته، بينما منزله في عفرين مستولى عليه. وتم بيع هذا المنزل لأكثر من مرة من قبل.
• في أواسط نيسان/أبريل 2024 أقدم مسلحون من فصيل فرقة الحمزة (الحمزات) على قطع 28 شجرة زيتون تعود ملكيتها للمواطن “حسن عثمان”، و19 شجرة زيتون للمواطن “أحمد حسن”، من حقلهما الواقعيْن على طريق قرية “جوقيه/الخضراء” التابعة لناحية معبطلي، بهدف بيع الحطب والحصول على المال.
• في أواسط نيسان/أبريل 2024 قام نازح ينحدر من حمص يدعى “عبد الرحمن الحمود” كان سابقاً مسلحاً لدى فصيل المعتصم بالله، قام ببيع منزل في مدينة عفرين، جنوب المنطقة الصناعية بمبلغ قدره (1000) دولار. حيث يعود ملكية المنزل للسيد “رشيد حنان” من قرية “قاسم” التابعة لناحية راجو.
• في أواسط نيسان/أبريل 2024 رفض نازح ينحدر من حلب ويسكن منزل المواطنة “أمينة محمد” من أهالي قرية “معملا/معمل أوشاغي” التابعة لناحية معبطلي الذي يقع في مدينة عفرين – الأشرفية، قرب دوار القبان. حيث يشترط عليها دفع مبلغ قدره (2000) دولار بحجة أنه اشترى المنزل من مسلح تابع لفصيل الجبهة الشامية قبل طردهم من المدينة.
• بتاريخ 24 نيسان/أبريل 2024 أقدم نازحون ينحدرون من بلدة “عدرا” بريف دمشق، مقربون من فصيل جيش الإسلام، بالاعتداء ضرباً والتهديد بالقتل على التاجر الكردي “أحمد رشيد بكر”، 48 عاماً من أهالي قرية “عتمانا” التابعة لناحية راجو، أثناء عودته إلى منزله ببلدة راجو. حيث كان المواطن “أحمد” الذي يعمل في تجارة الزيت، في طريق عودته إلى منزله عندما ارتطمت دراجة نارية لأحد النازحين بسيارته نوع “كيا” والمخصّصة لنقل صفائح الزيت من الجهة الخلفية، فجرت ملاسنة كلامية بينهما، وقام النازح بسحب أداة حادة عليه (سكين) وطلب الدعم من خلال مجموعة واتساب، فاجتمع عليه عدد من الشبان وقاموا بضربه بقوة. وعُرف من بين النازحين الذين اعتدوا عليه المدعو “أبو فهد”، والمدعو “أبو شحادة”.
• بتاريخ 4 أيار/مايو 2024 أكد مصدرٍ خاص ل”ليلون”، أنّ “فرقة السلطان سليمان شاه” عقدت اجتماعاً لمخاتيرّ القرى التابعة لناحية شيه/شيخ الحديد من بينها قريتي “آنقلة وسناره”، وأبلغتهم بفرض أتاوة /15/ دولار على كل شجرة زيتون للحقول العائدة ملكيتها للمواطنين الكُرد المغتربين والمُهجّرين، ودولار واحد للمواطنين المقيمين. وطالبت بالدفع الفوري خلال أسبوع، وهددت بالعقاب في حال الامتناع أو ستتضاعف الأتاوة إن بقيت لحين بدء موسم الزيتون.
• بتاريخ 19 أيار/مايو 2024، تعرّض المواطن الكردي “محمد حسين خورشيد”، 69 عاماً من أهالي قرية “كوران” التابعة لناحية جنديرس، يعمل في مجال الصرافة والحوالات في الشارع الفرعي المقابل لكازية “بركات” وسط مدينة جنديرس، لعملية سطو مسلح بواسطة سيارة جيب يستقلها مسلحون ملثمون، حيث تمّ ضربه من الخلف بمقدمة السيارة والدهس على قدميه، فأصيب بجروح وكسور، ونقل إلى مشفى في عفرين لتلقي العلاج، فيما لاذ اللصوص بالفرار، بعد سلب كيس من بين يديه كان فيه مبلغاً مالياً يقدر ب (900) دولار.
• بتاريخ 2 مايو/أيار 2024 قامت مجموعة مسلحة ملثمة ينتمون إلى فصيل جيش الإسلام سابقاً و لواء الشمال والفرقة التاسعة في مركز ناحية راجو في حي الصخور (ناف ريشه) بمداهمة منزل مواطن كردي يدعى “صلاح حسين” المعروف بلقب(بشناركري) من قرية “حج جمولو” التابعة لناحية راجو. وقاموا بضرب “صلاح” وزوجته وبناته، واستولوا على كميات من مصاغ الذهب (عقد وأساور) من رقبة ويد زوجته يفوق 60 غراماً، و13 صفيحة زيت، ومبلغ مالي قدره (2500) دولار.
• بتاريخ 28 أيار/مايو 2024 قامت جهة التنفيذ أو الجزاء في محكمة عفرين بإخلاء منزلٍ في عفرين كان يسكنه أحد النازحين وتسليمه لصاحبه، إلا أنّ عناصر من فصيلي الحمزات وسلطان مراد قاموا بطرد صاحب المنزل من بيته وإعادة العائلة النازحة إليه مجدداً، وقامت على إثر ذلك مظاهرة من قبل النازحين أمام المحكمة بتوجيه شتائم ل”نيروز حسو” وللكرد واتهامها بالتعامل مع الإدارة الذاتية، كما قاموا في اليوم التالي بنصب خيمة اعتصام أمام المحكمة مطالبين باعتقال نيروز أو ضربها. وكانت القاضية الكردية “نيروز حسو” وكيلة النيابة العامة في المحكمة بعفرين قد قامت في وقت سابق بتحويل حوالي 150 شكوى بإخلاء المنازل العائدة ملكيتها للسكان الأصليين لأهالي عفرين إلى جهة التنفيذ، ووافقت هذه الجهة بمنح المنازل لأهلها ولمالكيها.