الحرائق المندلعة في إحدى الغابات بناحية راجو - مصدر الصورة: متداول
الحرائق المندلعة في إحدى الغابات بناحية راجو - مصدر الصورة: متداول

سوريا/عفرين: أسوأ ما تعرضت له الغابات الحراجية والآلاف من الأشجار المثمرة في راجو نتيجة الحرائق المفتعلة

عادت الحرائق المفتعلة مرة أخرى لتلتهم مساحات واسعة من الغطاء النباتي من الأشجار الحراجية والمثمرة في ناحية راجو في منطقة عفرين، وتوسعت تلك الحرائق مخلفة أضراراً كبيرة بالغابات الحراجية والبساتين العائدة ملكيتها للمدنيين من السكان الأصليين.

 

ففي يوم 28 تموز/يوليو 2024 اندلعت حرائق جديدة في أحراش جبل قرية “درويش” التابعة لناحية راجو حيث تعرضت على إثرها أشجار الصنوبر الحراجية وأشجار الزيتون المحيطة بها. وفي 27 تموز/يوليو 2024، كانت الحرائق قد نشبت للمرة الثانية في جبل “بعيفه” الواقع بين قرى كوسا، بنيراك، شنكيلي، كوانده التابعة لناحية راجو.

 

ووفقاً لما أكّده مصدر خاص لـ “ليلون” من المنطقة أنّ الحرائق قوية، ولا يمكن السيطرة عليها بسهولة، حيث تستمر في التهام مئات الأشجار الحراجية والمثمرة في المنطقة دون أن تتمكن فرق الإطفاء وأهالي المنطقة من السيطرة عليها.

 

وبتاريخ  24 تموز/يوليو 2024، التهمت الحرائق غابات حراجية وأشجار مثمرة في قريتي “سعرنجكة” و”بخجة” التابعتين لناحية  بلبل في منطقة عفرين.

 وفي يومي 22 – 23 تموز/يوليو 2024، كانت قد اندلعت النيران في مساحات شاسعة من غابة جبل ناحية راجو، ونتيجة ذلك تضرّرت مئات الأشجار المثمرة مثل الزيتون والكرز والفستق والتفاح والإجاص والجوز واللوز التي تعود ملكيتها لأهالي قرى “عطمانلي/عتمانا” و”علطانيا” و”عدما” و”بلاليكو” و”قره بابا”، لتمتد النيران إلى موقع جسر “هره دره”، وصولاً إلى قرى ميدانا التابعة لناحية راجو. وتغيبُ الأرقام الحقيقية لعدد أشجار الزيتون المحترقة نتيجة اندلاع النيران لمدة يومين متتاليين، حيث قدّر مصدر خاص لـ “ليلون” عددها بأكثر من ألف شجرة زيتون، منها 300 شجرة تعود للمواطن الكردي “محمد رشيد” من قرية “عتمانا”.

وأكد المصدر ذاته أنّه تضررت حوالي 1400 شجرة كرز نتيجة الحرائق والتي تعود ملكيتها للأخوين “مامو محو” و”مصطفى محو” من قرية “بليلكو”، وفي قرية “علطانيا”، التهمت النيران أشجار الجوز والفستق والمشمش التي تعود ملكيتها للمواطنين “مامو صالح ومحمد صالح، وعثمان صالح” بشكل كامل، وفق المصدر ذاته.

حسب المعلومات التي حصلت عليها “ليلون أنّه في قرية “بليلكو” التابعة لناحية راجو وحدها، قدّرت حجم الخسائر بنحو ثلاثة آلاف شجرة زيتون، إضافة للخسائر في القرى التي تم ذكرها بناحيتي بلبل وراجو والتي قدّرت بالمئات من الأشجار المثمرة الأخرى، مثل أشجار الكرز والفستق، والأشجار الحراجية مثل البلوط والسنديان.

 

وفي تاريخ 11 تموز/يوليو 2024 اندلعت الحرائق في الأراضي الزراعية والأحراش في جبل محاذٍ لقرية “بيكه” في ناحية بلبل في منطقة عفرين، حيث تضررت العشرات من أشجار الزيتون ومساحات حراجية جرّاء الحريق.

 

كما واندلعت الحرائق بتاريخ 8 تموز/يوليو2024  في الأراضي الزراعية، والأحراش التي تقع بين قرى “ميدانا، سيمالا، عداما، بلاليكو” في ناحية راجو التابعة لمنطقة عفرين، والتهمت الحرائق مئات الأشجار الحراجية من السنديان والقطلب والبطم، والعشرات من أشجار الزيتون والسّماق.

 

وكانت النيران قد التهمت مساحات واسعة من أحراش جبل “بليل/بلال الحبشي” في ناحية راجو  بتاريخ 2 حزيران/يونيو 2024، وفي نهاية شهر أيار المنصرم تعرضت أحراش جبل “زيني Zênê” مقابل جبل “بليل” للحرائق المفتعلة، أدّت إلى أضرار مادية بممتلكات أهالي المنطقة، وفق ما أكده مصدر خاص لـ “ليلون” في وقتٍ سابق.

 

وأشار مصدرٌ آخر لـ “ليلون” أنّ الحرائق بدأت من سهل قرى “عدامو” و”ميدان اكبس” من موقع (كليه آشلاGeliyê Aşla) مروراً بقرية “علبسكى” حتى قرية “بليلكو” وصولاً لطريق “ميدانا”. حيث توسّعت دائرة الحرائق لتلتهم معها مئات الهكتارات من تلك الغابات، مع محاولة الأهالي بإطفاء النيران بوسائل بدائية دون أنْ تتمكن فرق الدفاع المدني من إطفائها، حسب المصدر ذاته.

 

فيما سبق بتاريخ 3 حزيران/يونيو 2024 كان قد اندلع حريق ضخم في الغابة الحراجية في جبل هاوار التي تقع بين ناحيتي راجو وبلبل التابعتين لمنطقة عفرين، حيث التهمت الحرائق نحو 150 هكتار من المساحات الخضراء، وامتدت إلى مساحات أوسع شملت حرق المئات من أشجار الزيتون والكرمة العائدة ملكيتها لأهالي قريتي “ديكة” التابعة لناحية راجو وقرية “جيه/الجبلية” التابعة لناحية بلبل المطلّتين على جبل هاوار.

 

هذا ويؤكّد نشطاء أنّ اندلاع الحرائق مفتعلٌ من قبل نازحين وعناصر من فصيل “فيلق الشام” وفرقة الحمزة (الحمزات) التابعيْن للجيش الوطني السوري المسيطر على تلك القرى بغية التحطيب وصناعة الفحم. كما يؤكّد آخرون أنّ عمليات إزالة الغابات بالقطع أو بافتعال النيران هي ممنهجة لأبعد الحدود في ظل غياب المحاسبة من أي جهة رسمية بهدف تصحير منطقة عفرين التي لم يتبقى فيها سوى مساحات خضراء محدودة، في ظل تعتيم إعلامي كبير على الموضوع.

 

وفقاً لمشاهد مصورة من المنطقة، يتحدث فيها الأهالي عن أسباب الحرائق بأنها مفتعلة، ويوجهون أصابع الاتهام إلى الفصائل المسلحة المتورطة في عمليات التحطيب وبيع الفحم.

 

يذكر أنّ منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية، تشتهر بغناها بالغطاء النباتي من غابات حراجية متنوعة تنتشر في مختلف النواحي والقرى التابعة لها، إضافة إلى الأشجار المثمرة وخاصة الزيتون. إلا أنّها بعد احتلالها في 18 آذار 2018 بدأت تتعرض تلك الغابات الحراجية والأشجار المثمرة لعمليات قطع جائرة وحرق ممنهجة لأهداف متعددة، منها لبناء قواعد عسكرية، وبناء المزيد من المستوطنات، والتحطيب، والاتجار بالفحم، هذا ما أكدّته العديد من التقارير الحقوقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *