أثارت حادثة مقتل الشبان الكرد في بلدة جنديرس السورية التابعة لمنطقة عفرين شمال غرب البلاد، موجة عارمة من السخط والاستنكار والردود الشعبية الواسعة من السوريين/ات والكرد المقيمين في داخل سوريا وفي الدول الأوروبية من خلال القيام بالاحتجاجات السلمية والوقفات التضامنية مع ذوي الضحايا ومطالبهم في محاسبة الجناة وتأمين حماية دولية لهم، إضافة إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين في سجون الفصائل المسلحة.
إلا أنّ الردود الرسمية من الدول والهيئات الدولية حول تلك الحادثة جاءت متأخرة بعض الشيء، حيث نشرت السفارة الأمريكية في دمشق يوم 1 نيسان /أبريل 2023، بياناً مقتضباً على حسابها الرسمي على تويتر حول ما شهدته بلدة جنديرس عشية ليلة نوروز وحثت إلى وقف الهجمات ضد المدنيين والدعوة إلى المساءلة قائلة: “إنّ أعمال عنف مثل تلك التي شهدتها جنديرس في 20 آذار/مارس تهدد استقرار سوريا. نحثّ جميع الأطراف على وقف الهجمات والدعوة إلى المساءلة”.
ويعتبر هذا الموقف الأمريكي مكملاً لما أصدرته الخارجية الأمريكية من خلال مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل في وزارة الخارجية الأمريكية من خلال تقريره السنوي عن حالة حقوق الإنسان لعام 2022 لمختلف دول العالم، والذي تحدث فيه عن قيام جماعات المعارضة السورية المسلحة المدعومة من تركيا بعمليات النهب والاعتقال الممنهجة ومصادرة منازل وممتلكات المدنيين، ولا سيما تلك العائدة ملكيتها للكرد السوريين – السكان الأصليين لمنطقة عفرين. كما أشاد التقرير بأن “منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” قد أشارت في تقرير لها عن حالة التغيير الديموغرافي القسري وتحديداً في عفرين.
وسلّط التقرير أيضاً الضوء على العنف الذي تتعرض له النساء، وذكر التقرير الذي قدمته “سوريون” إلى مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالعنف ضد النساء والذي وثق انتهاكات وعنف ضد النساء من قبل عناصر من فصيل الحمزة أحد فصائل الجيش الوطني السوري والمنتشر في عفرين وريفها.