استنكاراً لمقتل أربعة شبان كرد ليلة نوروز 2023، في بلدة جنديرس على يد عناصر من فصيل “جيش الشرقية” إثر إيقادهم لشعلة نوروز أمام منزلهم، نظّم عدد من النشطاء/ات السوريين/ات والكرد حول العالم عدة مبادرات وأنشطة متنوعة في العديد من العواصم والبلدان الأوروبية وفي بعض بلدان الشرق الأوسط.
تخللت تلك الأنشطة وقفات احتجاجية ومظاهرات سلمية أمام القنصليات والسفارات التركية ومقرات الأمم المتحدة ومنظمات دولية، قاموا خلالها برفع لافتات وأعلام كردية وصور الضحايا ورددوا شعارات تنادي بالعدالة وحماية المدنيين في عفرين من الانتهاكات المتكررة بحقهم منذ خمس سنوات، كما حملوا أغصان الزيتون تعبيراً عن استنكارهم للمجزرة وتضامنهم مع ذوي الضحايا.
وكانت الدعوات من قبل النشطاء الكرد على وسائل التواصل الاجتماعي للقيام بالاحتجاجات في مختلف أماكن تواجد السوريين والكرد تتالت بعد جريمة جنديرس، وجرت معظم الوقفات الاحتجاجية خاصة في الدول الأوروبية أمام السفارات والقنصليات التركية، حيث شملت تلك الوقفات الاحتجاجية عدّة بلدان في أوروبا منها: النمسا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا والدانمارك والسويد وهولندا. حيث قطع المشاركون مسافات طويلة قادمين من مختلف المناطق للمشاركة في الاحتجاج بينهم نساء جاؤوا مع أطفالهم الصغار.
كما جرت وقفات احتجاجية واسعة في دول الشرق الأوسط، وخاصة في سوريا، وشهدت محافظة ومدن حلب والرقة والحسكة وشهبا وعامودا وكوباني وقامشلي والدرباسية، احتجاجات مشابهة.
كما شهدت عدّة مدن في إقليم كردستان مثل أربيل والسليمانية ومناطق في لبنان وقفات احتجاجية هي الأخرى. رفع المحتجون خلالها صور الشهداء الذين قتلوا عشية عيد نوروز، ونددوا خلالها بالانتهاكات التي ترتكبها المجموعات المسلّحة، مطالبين الجهات الدولية واللجان المختصة بتحويل القضية إلى المحاكم الدولية إنصافاً للضحايا وتحقيقاً للمساءلة والعدالة، كما حثّوا الأمم المتحدة على التدخل لحماية حقوق السكان الأصليين من حق الحياة بكرامة وأمان وحقوق الملكية والهوية الثقافية لأهالي المنطقة.
كما طالب المحتجون باسم أهالي جنديرس وعفرين بمحاسبة القتلة ومن يحميهم أيضاً، وخروج كافة الفصائل المسلحة التابعة لـ”الحكومة السورية المؤقتة” من عفرين وتسليم إدارة عفرين لأهلها. وكذلك وضع إدارة عفرين تحت الحماية الدولية وضمان العودة الآمنة للسكان الأصليين إلى قراهم من مناطق نزوحهم، وإعادة ممتلكاتهم المستولى عليها.
ومن الجدير بالذكر أنّه ومنذ احتلال منطقة عفرين الكردية/السورية من قبل تركيا والفصائل المسلحة للمعارضة السورية الموالية لها في عام 2018، شهدت المنطقة انتهاكات واسعة ومتكررة لحقوق الإنسان وللقانون الإنساني الدولية، تلاها جريمة ليلة نوروز 2023، لتفجر الضغط الكبير الذي عاناه سكان عفرين ، الأمر الذي أدى إلى موجة غضب وسخطٍ كبيرين من قبل ذوي الضحايا وأهالي عفرين عامة، الذين قاموا بانتفاضةٍ عارمة في بلدة جنديرس رغم كلّ التهديدات بالتصفية التي يواجهونها من الفصائل المسلّحة، وانتقل صداها بعد ذلك إلى معظم أماكن تواجد الكرد السوريين في أوروبا والشرق الأوسط.