تعرضت قرية كاخره/ياخور، التابعة لناحية معبطلي/موباتا في منطقة عفرين، لسلسلة من الانتهاكات من قبل فصيل “السلطان سليمان شاه” المعروف بـ “العمشات”، المسيطر على القرية. تضمنت الانتهاكات اعتداء على مجموعة من النساء وضربهن، بالإضافة إلى اعتقالات طالت العديد من المدنيين على خلفية عدم قدرتهم على دفع الأتاوات المفروضة من قبل الفصيل .
وشهدت القرية انتهاكاً متعدد الأنماط ضد السكان الأصليين، حيث خرجت مجموعة من نساء القرية، يتراوح عددهن بين 18 و20 امرأة، يوم الأحد 15 أيلول/سبتمبر 2024، في احتجاج سلمي اعتراضاً على فرض أتاوات مالية غير قانونية. وبلغت الأتاوات 8 دولارات لكل شجرة زيتون و100 دولار على كل عائلة. سرعان ما تحول الاحتجاج إلى اعتداء عنيف من قبل عناصر الفصيل، الذين قاموا بالاعتداء بالضرب المبرح على النساء باستخدام العصي والخراطيم، مما أسفر عن إصابات متفاوتة.
وذكرت عدة مصادر خاصة وشهود وضحايا لباحثي ليلون (تحفظوا عن ذكر أسمائهم لدواعِ أمنية)، حيثيات الحادثة التي تعرضت لها القرية من قبل الفصيل المذكور.
لارا العلي (اسم مستعار)، إحدى النساء المشاركات في الاحتجاج، قالت لباحثي “ليلون”:
“قمنا بالتوجه نحو مقر الفصيل للاحتجاج بشكل سلمي ضد الأتاوات المفروضة والتي عجز الأهالي عن دفعها. لكننا فوجئنا بالضرب والشتم. تعرضنا للضرب بالعصي والخراطيم، وأطلقوا الرصاص بشكل عشوائي لتفريقنا. تعرضت بعض النساء لكسور وجروح متفاوتة، كما قام الفصيل بعدها باعتقال عدد من رجال القرية وضربهم بشدة، مما أدى الى عجز البعض منهم على المشي”.
وتابعت “لارا” قولها:
“فرض الفصيل حظر تجوال وقطع خدمة الإنترنت لمنع تسريب المعلومات، وهدد عناصره الأهالي والمصابين بعدم الإفصاح عن أي تفاصيل حول ما حدث، كما قطعوا جميع الطرق لمنع نقل الجرحى والمصابين لتلقي العلاج خارج القرية، تفادياً لتسريب المعلومات، وأبلغ الفصيل أهالي القرية في اليوم التالي رفضه تسليم أملاك المغتربين لأقاربهم، ورفض إلغاء الأتاوة وتم إجبارنا على البصم والقبول”.
وأضاف شاهد آخر (أحمد الأحمد/اسم مستعار) من سكان القرية لـ “ليلون”:
“بعد الاعتداء، حاصروا القرية بالكامل، وقطعوا خدمة الإنترنت. الجميع هنا يعيش في حالة من الخوف والترقب، ولا نعرف ماذا سيحدث بعد ذلك”.
وأضاف مصدر خاص (يوسف سعيد/اسم مستعار) للباحث/ة:
“فرض الفصيل على إحدى العائلات دفع مبلغ 8 آلاف دولار أمريكي كجزء من الأتاوات وقد رفضت الدفع، بينما فرضت مبالغ تتراوح بين 3 و4 آلاف دولار على عائلات أخرى.”
وأضاف مصدر آخر (يوسف محمد/ اسم مستعار) لـ “ليلون”:
“قامت النساء بالتجمع والسير نحو جامع القرية الذي يتخذه الفصيل مقراً له، للتحدث إليهم حول الضرائب المفروضة على الأهالي، إلا أن مسلحي الفصيل قاموا بالاعتداء وضربهن بالعصي والقضبان الحديدية والخراطيم، والتسبب بإصابة عدد منهن بجروح متفاوتة”.
وقالت إحدى الناجيات لباحث/ة ليلون:
“أحد عناصر الفصيل هدد رجلاً باغتصاب زوجته أمام عينيه، وقام بضرب الضحية ووضع حذائه العسكري في فمه بعد وقوعه على الأرض”.
لم تقف الانتهاكات عند هذا الحد، بل قام الفصيل بقطع خدمة الإنترنت عن القرية بالكامل لمنع تسريب المعلومات، وتم تهديد السكان بمعاقبتهم ما إذ تجرأ أحدهم على تسريب أي تفاصيل تخصّ الحادثة، كما قام الفصيل بنقل المصابات بإصابات خطيرة إلى أماكن مجهولة، لمنعهن من إخراج أيّ تقارير طبية عن حالتهن.
وأشارت مصادر أخرى، إلى تسيير عناصر فصيل “السليمان شاه” لدوريات داخل القرية لمنع التجمعات، وسط حالة من الخوف والتوتر من قبل الأهالي، وذلك بعد تهديدهم بالقتل في حال نشر أي معلومات حول الأحداث التي جرت.
وذكرت مصادر خاصة من القرى المجاورة الواقعة تحت سيطرة هذا الفصيل، عن إقدام عناصر الفصيل بفرض إتاوة تصل إلى 35 ألف دولار أمريكي على مهجر قسرياً عاد الى منزله، وسط مخاوف من اعتقاله.
يُشار إلى أن الانتهاكات لاتزال متواصلة ضد السكان المدنيين في منطقة عفرين من قبل الفصائل المسلحة، رغم إدراج بعض هذه الفصائل، مثل “السلطان سليمان شاه”، على لائحة العقوبات الأمريكية بتهمة ارتكابها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.