منذ عام 2018 تتكرّر عمليات سرقة مواسم الزيتون العائدة ملكيتها للسكان الأصليين في منطقة عفرين من قبل الفصائل المسلحة ومن بينها فصيل العمشات الذي يقوم بفرض غرامات وضرائب على أصحاب المواسم الزراعية ومنعهم من جني محصولهم بحجة عدم نضوج الثمار، في حين يقومون هم بالاستيلاء على المواسم المختلفة وهم مدججين بالأسلحة، الأمر الذي يفقد الأهالي القدرة على حماية محاصيلهم من السرقة.
بتاريخ 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 أفاد مصدر محلي لباحث/ة “ليلون” أنّ فصيل “سليمان شاه” المعروف بالعمشات قام بفرض ضريبة تجاوزت 5000 دولار على محصول الزيتون العائد ملكيته لأحد المواطنين الذي رفض المصدر الكشف عن اسمه حرصاً على سلامته في قرية “أنقلة” التابعة لناحية شيخ الحديد/شيه، كما تم فرض 1000 دولار على مواطن آخر والذي يملك 150 شجرة زيتون، إضافة إلى فرض غرامات متفرقة على مواطنين آخرين.
كما فرض الفصيل ضريبة قدرها نصف دولار على كل تنكة زيت زيتون فارغة، وضريبة بنسبة 10% من إنتاج الزيت المستخرج، وفرض 4 دولار على كل شجرة زيتون عائدة ملكيتها للسكان الأصليين المقيمين في قرى ناحية شيخ الحديد الخاضعة لسيطرته. أما بالنسبة للمغتربين المتواجدين خارج منطقة عفرين فقد فرض الفصيل ضريبة قدرها 20 دولار على كل شجرة زيتون.
وفي 31 تشرين الأول/أكتوبر2023 أفاد مصدر آخر من المنطقة لـ”ليلون” أنّ فصيل العمشات المسيطر على قرية “سنارة” التابعة لناحية شيخ الحديد/شيه قد فرض ضريبة قدرها 600 دولار على أحد المواطنين (رفض المصدر الكشف عن اسمه خوفاً على سلامته) الذي يملك 1200 شجرة معظمها حقول جبلية لا تكاد تغطي تكاليف الفلاحة ومصاريفها.
وفي 30 تشرين الأول/أكتوبر 2023 أكّد مصدر محلي آخر لباحث “ليلون” رفض الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية، كما طلب عدم كشف أسماء الأشخاص المعرّضين للانتهاك خوفاً عليهم من التعرّض للعقوبات من قبل الفصائل، أنّ فصيل العمشات الذي يسيطر على قرية كاخرة/كاخور التابعة لناحية معبطلي/موباتو قد فرض غرامة مالية قدرها 3.5 دولار على كل شجرة إن كانت صغيرة أو كبيرة من الكروم العائدة ملكيتها للسكان الأصليين، وعندما اعترض أهالي القرية على القرار لعدم قدرتهم على دفع المبلغ، قاموا بجمع شباب القرية وأخذوا منهم الهواتف، وهددوهم بأنّهم “اشتاقوا لأصوات التعذيب”.
وفي 25 تشرين الأول/أكتوبر 2023 سلّم فصيل العمشات الأهالي إيصالات مالية لدفع الضرائب، حيث تفاجئوا بالمبالغ الخيالة المطلوبة التي تجاوزت 4000 دولار على بعض المواطنين أصحاب كروم الزيتون. وأضاف المصدر أنّ الفصيل أمهلهم حتى رأس السنة الجديدة لتسديد المبالغ المطلوبة، وسوف يتعرض للعقوبات كل من يتأخر عن دفع المبلغ.
في السياق نفسه أكّد المصدر أنّ فصيل العمشات سرق موسم الزيتون لعدد من الحقول العائدة ملكيتها لأهالي قرية كاخرة/كاخور التابعة لناحية معبطلي/موباتو، منها سرقة محصول 200 شجرة لمواطن من القرية، كما قاموا بسرقة محصول سبعة أشجار بالكامل العائدة ملكيتها لمواطن آخر، وأيضاً سرقة موسم أشجار أخرى لمواطنين آخرين.
ويعرقل فصيل العمشات عمليات جني محصول الزيتون من قبل أصحابها وذلك بطلب الثبوتيات ووثائق الملكية والتي يعاني الأهالي من استخراجها والحصول عليها. وفي هذا الصدد تحدث مصدر محلي لباحثي ليلون نقلاً عن شهود من المنطقة أنّ فصيل العمشات المسيطر على قرية “قرزيحل/كورزيله جومه” التابعة لمركز عفرين قد أصدر قراراً يوجب أهالي القرية ممن يملكون حقول الزيتون التوجه إلى بلدية المنطقة مع أخذ وثيقة ملكية الأرض للتسجيل مع ذكر عدد أشجار الزيتون والموقع بحجة حماية حقول الأهالي ومنعها من التعرّض لحالات سرقة أو ما شابه، ويمنع الأهالي ممن لا يملكون هذه الوثيقة من جني محصول الزيتون وفقاً لهذا القرار.
على إثره تعرّض موسم الزيتون العائد ملكيته لأحد أبناء القرية يدعى “عادل شيخو” (اسم مستعار) للسرقة بعد يومين من توجهه إلى حقله بغية جني الموسم، رغم أنّه كان بحوزته وثيقة الملكية المسجلة لدى بلدية المنطقة، إلا أّنّ عناصر الفصائل منعته، ليكتشف الرجل بعد يومين أنّ السرقة طالت أشجاره.
الجدير بالذكر أنّ أهالي منطقة عفرين يعتمدون بشكلٍ أساسي في حياتهم المعيشية على مواسم الزيتون وخاصة أهالي القرى الذين يعملون في الزراعة، إلا أنّ عمال جني الزيتون يمتنعون عن الجني بحجة ضعف الموسم، ويطالبون بأجور مضاعفة من أصحاب الكروم، الأمر الذي يشكّل عبئاً على الفلاحين، حيث تزداد تكاليف الفلاحة والتقليم والجني، ويكاد المحصول لا يغطي تلك التكاليف بسبب السرقات والضرائب التي يتم فرضها من قبل الفصائل المسلحة والمجالس المحلية.
الوسومالعمشات الفصائل المسلحة سرقة شيخ الحديد ضريبة عفرين معبطلي/موباتو موسم الزيتون