بيان في الذكرى السابعة لبدء عملية (غصن الزيتون ) على منطقة عفرين السورية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

في مثل هذا اليوم قبل سبع سنوات، انطلقت ما تُعرف بـ”عملية غصن الزيتون” التي شنتها القوات التركية والجماعات المسلحة الموالية لها (الجيش الوطني السوري ) ضد منطقة عفرين ، مخلّفة وراءها واحدة من أكبر المآسي الإنسانية في تاريخ المنطقة. لقد كانت هذه العملية بدايةً لسلسلة من الانتهاكات المتعددة لحقوق الإنسان، حيث تم تهجير الآلاف من السكان الأصليين، واستهدفت الهوية الثقافية والتاريخية للمنطقة بشكل ممنهج.

إننا في جمعية ليلون للضحايا، نستذكر بحزن وألم هذا اليوم الذي بدأ فيه فصل مأساوي من تاريخ منطقة عفرين السورية، وما تبعه من عمليات عسكرية وانتهاكاتٍ واسعة النطاق تمثلت في القتل والتعذيب والاعتقالات التعسفية وأوقعت ضحايا ، وصولاً إلى التغيير الديموغرافي والتهجير القسري ومصادرة الممتلكات من كرد وعرب ومسيحيين وإيزيديين وغيرهم من السكان الاصليين في منطقة عفرين .

على مدار السنوات السبع الماضية، وثقنا في جمعية ليلون للضحايا مئات الحالات التي تعكس مدى الانتهاكات الممنهجة التي استهدفت السكان الأصليين. شملت هذه الانتهاكات:

● التهجير القسري للسكان الأصليين واستبدالهم بجماعات أخرى في محاولة لتغيير التركيبة السكانية للمنطقة.

● الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري، حيث لا يزال مصير العديد من المعتقلين/ات مجهولا.

● مصادرة الأراضي والممتلكات ونهب الموارد الطبيعية.

● الاعتداء على النساء واستغلالهن في سياق انتهاكات ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.

● تدمير المعالم التاريخية والثقافية التي تعكس هوية عفرين.

● نزوح عشرات الآلاف من السكان الأصليين وتأثير ذلك على استقرارهم/ن الاجتماعي والاقتصادي.

● الاعتداء على المعالم الثقافية والهوية التاريخية لعفرين.

إن هذه الجرائم لم تكن مجرد أحداث عابرة، بل هي جزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى القضاء على الطابع الثقافي والتاريخي للمنطقة، وفرض واقع جديد بالقوة حسب العديد من التقارير الدولية التي وثقت وقوع انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في منطقة عفرين منذ سيطرة القوات التركية والفصائل المسلحة المتحالفة معها في عام 2018. منها تقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش” الصادر في فبراير 2024، بعنوان ( “كل شي بقوة السلاح: الانتهاكات والإفلات من العقاب في مناطق شمال سوريا التي تحتلها تركيا”، تم توثيق عمليات اختطاف واحتجاز تعسفي، بالإضافة إلى مصادرة الممتلكات والاعتداءات الجسدية بحق السكان المحليين ) في منطقة عفرين.

إننا في جمعية ليلون للضحايا نجدد موقفنا الثابت ونؤكد على ضرورة :

• حق العودة الآمنة والكريمة لكل النازحين والمهجرين قسرًا إلى ديارهم دون أي قيد أو شرط في منطقة عفرين وعموم سوريا .

• محاسبة مرتكبي الجرائم والجهات المتورطة في الانتهاكات التي ارتكبت بحق السكان، وإحالتهم إلى العدالة الدولية وفق المعايير القانونية.

• رفض التغيير الديموغرافي الذي يهدف إلى طمس الهوية الثقافية والاجتماعية لعفرين، وندعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه هذا الخطر.

• التضامن مع الضحايا وتعزيز الجهود لتوثيق الانتهاكات، ودعم المبادرات الإنسانية والقانونية لإعادة الحقوق إلى أصحابها.

• الحاجة إلى تعزيز الجهود الإنسانية لدعم الفئات الأكثر تضررًا، بما في ذلك النساء والأطفال.

كما نؤكد على أهمية الدفاع عن حقوق الضحايا ومعالجة هذه القضايا وفقاً للمعايير الدولية لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، وندعو إلى:

• دعم جهود توثيق الانتهاكات وتقديم الأدلة للمحافل الدولية.وتحقيق العدالة للضحايا.

• تمكين السكان المتضررين/ات من العودة الطوعية والآمنة إلى ديارهم.

• العمل مع الجهات الفاعلة لضمان حماية التراث الثقافي والهوية التاريخية للمنطقة.

• تعزيز الحوار والتعاون لإيجاد حلول سلمية ومستدامة للأزمة الإنسانية.

• المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم أياً كانت صفتهم.

• دعم أهالي عفرين بكافة مكوناتها في الداخل ومناطق التهجير القسري ، والوقوف معهم في المطالبة بحقوقهم و الحفاظ على هويتهم/ن.

• إنهاء حالة الاحتلال وعودة المهجرين/ات إلى ديارهم/ن بشكل آمن وكريم.

في هذه الذكرى، ندعو المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى مضاعفة جهودها لتسليط الضوء على الوضع الإنساني في عفرين ومتابعة القضايا المتعلقة بحقوق السكان.

إن التزامنا في جمعية ليلون للضحايا هو الوقوف مع الضحايا، والعمل من أجل تحقيق العدالة، والمساهمة في بناء مستقبل آمن ومستقر لجميع السوريين بكافة مكوناتهم/هن .

جمعية ليلون للضحايا

20 يناير/كانون الثاني 2025

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *