شارك عضو “جمعية ليلون للضحايا”، السيّد “كاوا عمر” في الدورة السادسة عشر للمنتدى المعني بقضايا الأقليات في جنيف الذي عُقد على مدار يومي 30 تشرين الثاني/نوفمبر و1 كانون الأول/ديسمبر 2023.
وقد ألقى ممثل “جمعية ليلون للضحايا” في المنتدى، كلمته منوهاً للانتهاكات التي تشهدها منطقة عفرين منذ احتلالها بعملية “غصن الزيتون” التركية في 18 آذار/مارس عام 2018، والتي تتضمن عمليات الاعتقال والتعذيب في السجون، والاستيلاء على الممتلكات وفرض الأتاوات المالية على السكان الأصليين الكرد وعلى المواسم الزراعية العائدة لهم، وفرض الفدى المالية لقاء إطلاق سراح المعتقلين.
كما أورد في كلمته أمثلة على تلك الانتهاكات، منها: حادثة جنديرس التي راحت ضحيتها أربعة شبان كرد عشية ليلة نوروز في 20 آذار/مارس الفائت، ومقتل المحامي “لقمان حنان” تحت التعذيب، وكذلك فقدان المواطنة الإيزيدية “آرين دلي” لجنينها نتيجة التعذيب على خلفية انتمائها الديني في سجون الفصائل المسلحة التابعة للجيش الوطني السوري المنضوية تحت مظلة الائتلاف الوطني السوري المعارض.
وأشار إلى المعاناة التي يواجهها النازحون قسرياً من أهالي عفرين منذ 2018 في مخيمات النزوح بمناطق “شهبا” شمال حلب، نتيجة الحصار الذي تفرضه الحكومة السورية، وافتقارها لأدنى مقومات الحياة في ظل البرد القارس.
وبيّن “عمر” في كلمته الدور التركي في تنسيقها مع الفصائل المسلحة بهدف استقطاب عوائلهم ومستوطنين آخرين لإسكانهم في منازل المهجّرين قسرياً وتوطينهم في منطقة عفرين، والعمل من خلالها على إحداث التغيير الديموغرافي للمنطقة.
بالإضافة إلى التمييز والاضطهاد المزدوج الذي يعاني منه الأقليات الدينية من المسيحيين والإيزيديين من السكان الأصليين الكرد المتبقيين في منطقة عفرين وإجبارهم على اعتناق الدين الإسلامي وتدمير معالمهم ومزاراتهم.
وحثَّ “عمر” المجتمع الدولي للضغط على الحكومة التركية كدولة احتلال بضرورة القيام بواجباتها لوضع حدّ للانتهاكات التي تجري في المنطقة حتى تحقيق العدالة الانتقالية الشاملة لسوريا.
تجدر الإشارة إلى أنّ مشاركة “جمعية ليلون للضحايا” في الدورة السادسة عشر للمنتدى المعني بشؤون الأقليات كانت فرصةً مناسبة لتسليط الضوء على معاناة السكان الأصليين في منطقة عفرين التي تعاني من انتهاكات متعددة ومتكررة في ظل سيطرة الفصائل المسلحة التابعة لتركيا، وكذلك الأوضاع المتردّية التي يعانيها النازحون قسرياً في أماكن النزوح نتيجة الحصار المستمر من قبل الحكومة السورية، إضافة إلى إيصال صوت الضحايا ومعاناتهم إلى المحافل الدولية.
ويعقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة المنتدى المعني بشؤون الأقليات في مدينة جنيف السويسرية سنوياً لمناقشة قضايا حقوق الإنسان والاضطهاد الذي يتعرض له الأقليات في جميع أنحاء العالم، بمشاركة خبراء حقوق الإنسان وناشطين من جنسيات متعددة بهدف معالجة قضايا الأقليات التي تتعرض للتمييز والعنف القائم على أساس العرق والدين والجنس والجنسانية.