دعماً لمطالب تحقيق العدالة وإنصاف ضحايا مجزرة جنديرس، دعت منظمات مدنية سورية إلى وقفة احتجاجية صامتة في مدينة القامشلي/قامشلو في دوار عفرين (النبي هوري) وذلك يوم السبت 1 نيسان/أبريل 2023. شارك فيها مجموعة من النشطاء/ات والمثقفين/ات وأهالي عفرين المهجرين قسراً.
حمل المشاركون/ات في الوقفة الاحتجاجية لافتات تدعو إلى المحاسبة، والإفراج عن المعتقلين/ات الذين تم اعتقالهم بشكل تعسفي، ووقف عمليات التغيير الديموغرافي في عفرين، وضمان عودة آمنة لأهالي عفرين إلى أرضهم. كما رُفعت لافتات تطالب بحماية دولية لأهالي المنطقة الأصليين.
وكان من ضمن المنظمات التي شاركت في الوقفة الاحتجاجية: “جمعية ليلون للضحايا” و”منظمة بيل – الأمواج المدنية” و”رابطة تآزر للضحايا” و”منظمة قائدات السلام” و”منظمة زمين للتنمية” و”سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” و”رابطة عفرين الاجتماعية”، إضافة إلى حضور مجموعة من الشخصيات الأكاديمية والفنية والإعلاميين/ات.
كما تمّ رفع المشاعل بعد إيقادها من قبل عدد من المشاركين/ات والتي ترمز إلى شعلة نوروز في إشارة إلى استمرار المطالبة بالانعتاق ورفع الظلم والحد من انتهاكات حقوق الإنسان، وحُملت أغصان الزيتون التي ترمز إلى السلام والمحبة كونها الشجرة الأكثر انتشاراً في عفرين، كما قامت بعض الفتيات بلف تلك الأغصان كتيجان حول رؤوسهن تعبيراً عن تضامنهن مع المنتفضين/ات في عفرين. إضافة إلى رسم لوحة رمزية أثناء الوقفة الاحتجاجية من قبل فنانة تشكيلية تعبر عن الاحتجاج على الظلم والتضامن مع المظلومين.
يذكر أنّ دوار عفرين، أو كما يسمونها أهالي عفرين “دوار النبي هوري” في مدينة القامشلي، قد تم تصميمه وتنفيذه من قبل أهالي عفرين المقيمين في المدينة عام 2020 بعد نزوحهم قسراً، والذي تم بناءه على غرار هيكل “النبي هوري” الأثري في عفرين إضافة إلى الجسر الروماني وسبعة أعمدة ترمز إلى عدد نواحي منطقة عفرين.
وكان ثلاثة عناصر من فصيل مسلح تابع لـ “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا قد أطلقوا النار على عائلة كردية في بلدة جنديرس شمال سوريا في 20 مارس/آذار 2023، أثناء احتفال العائلة بالـ “نوروز”، عيد رأس السنة الكردية. حيث قُتل ثلاثة أشقاء وابن أحدهم بالرصاص، وهو ما أثار سخطاً واسعاً لدى أهالي المنطقة وعموم السوريين/ات وشهدت المنطقة على إثرها انتفاضة رفع المتظاهرون خلالها شعار “خمس سنين حاجة ظلم” ومطالب أخرى تمحورت حول المحاسبة وإخراج المجموعات المسلّحة من عموم المنطقة.
وفي ذات السياق، شهدت العديد من المدن في سوريا ولبنان وكردستان العراق وأوروبا احتجاجات مماثلة، تضامناً مع أهل عفرين، وتنديداً بالمجزرة التي وقعت والانتهاكات المستمرة بحق السكان الكرد الأصليين.
دفعت الحادثة، منظمات دولية أنقرة إلى فتح تحقيق مستقل وشفاف، وذلك بصفتها قوة محتلة وداعمة للفصائل المحلية العاملة في المناطق الخاضعة لسيطرتها في شمال سوريا، حيث أكّدت أنّ تركيا ملزمة بالتحقيق في عمليات القتل هذه وضمان محاسبة المسؤولين عنها.
هذا وقد أدانت “جميعة ليلون للضحايا” إلى جانب 154 منظمة سوريّة أخرى، جريمة جنديرس وطالبوا الأمم المتحدة اتخاذ جميع التدابير اللازمة من أجل حماية السكان في عفرين وعموم سوريا، والضغط على تركيا بوصفها قوة احتلال لتحمل مسؤولياتها القانونية في ضمان النظام العام والسلامة العامة.