يجب تضمين الانتهاكات التي شهدتها المنطقة ضمن برامج العدالة الانتقالية بما يضمن الإنصاف وجبر الضرر والتعويض عدم التكرار
رغم التحوّلات الكبرى التي شهدتها سوريا، بما فيها سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأوّل/ديسمبر 2024، وتشكيل الحكومة الانتقالية وعودة قرابة مليوني نازح داخلي إلى منازلهم ومناطق سكناهم، ما يزال عشرات آلاف المُهجّرين/ات قسراً من مناطق رأس العين/سري كانيه وتل أبيض وعفرين محرومين/ات من حقّهم/ن في العودة أو استرداد ممتلكاتهم/ن.
في 9 تشرين الأول/أكتوبر 2019، شنّت تركيا بمساندة فصائل من «الجيش الوطني السوري» المدعومة منها عملية عسكرية سُميّت «نبع السلام» على منطقتَي رأس العين/سري كانيه وتل أبيض/كري سبي، وانتهت باحتلال المنطقتين وتهجير أكثر من 200 ألف من سكّانهما.
خلال الأعوام الستة الماضية، سُجِّلت انتهاكات ممنهجة وواسعة النطاق لحقوق الإنسان والقانوني الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان؛ على يد القوات التركية والفصائل السوريّة المسلحة المدعومة منها؛ شملت القتل خارج نطاق القضاء، والإعدامات الميدانية والاعتقالات التعسّفية والتعذيب وسوء المعاملة، إضافةً إلى الاستيلاء الواسع على الممتلكات العائدة لسكّان أصليين من الكُرد والعرب والأرمن والسريان والايزيديين والشيشان وغيرهم.
لا يزال عشرات الآلاف من السكان الأصليين مُهجّرين/ات قسراً في ظروف إنسانية قاسية داخل مخيمات ومراكز إيواء تفتقر للاعتراف والدعم الأمميَّين.
تشير تقديرات منظمات سورية محلية مستقلة إلى أنّ أكثر من 85% من سكان رأس العين/سري كانيه ما زالوا مُهجّرين/ات؛ وتراجع عدد الكُرد فيها من نحو 75 ألفاً إلى أقل من 50 شخصاً، فيما انخفض وجود الأرمن والسريان والايزيديين إلى أعداد لا تتجاوز أصابع اليد. وفي تل أبيض تقلّص الوجود الكُردي إلى بضع عائلات.
كما تفاقم الوضع الإنساني مع تسييس الموارد المائية؛ فمنذ السيطرة التركية على المنطقة، تعرّضت مياه محطّة علوك شرق رأس العين/سري كانيه لعمليات قطعٍ متعمّدة ومتكرّرة، ما حرم نحو 800 ألف شخص من سكان الحسكة وأريافها من المياه، في انتهاك صارخ لحق أهالي المنطقة في الحصول على مياه صالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي.
عند توقيع اتفاق 10 آذار/مارس بين الحكومة الانتقالية وقوات سوريا الديمقراطية، كرّس البند الخامس التزاماً أخلاقياً وسياسياً بعودة جميع المُهجّرين/ات إلى منازلهم/ن وتأمين حمايتهم/ن من قبل الدولة السورية. غير أن مضيّ سبعة أشهر على الاتفاق من دون تقدّم ملموس في ملف مُهجّري رأس العين/سري كانيه وتل أبيض يؤكد الحاجة إلى أولوية وطنية عاجلة تّنظّم العودة على نحوٍ آمن وكريم ومنصف، بمعزل عن المساومات السياسية أو الترتيبات الأمنية المؤقتة.
انطلاقاً من ذلك، تؤكّد المنظمات السورية الموقِّعة تضامنها الكامل مع مُهجّري رأس العين/سري كانيه وتل أبيض، وجميع الضحايا والمهجرين/ات في سوريا، وتطالب المجتمع الدولي والحكومة السورية الانتقالية والإدارة الذاتية والحكومة التركية وسائر الأطراف المعنية بما يلي:
المنظمات الموقّعة بحسب الترتيب الأبجدي:
Lelun Afrin