مع نهاية شهر أيار/مايو 2023، استدعت الشرطة العسكرية في ناحية راجو بعفرين مجموعة من المدنيين من أهالي قرية دمليا/الأمسية، وذلك عن طريق مختار القرية، للتحقيق معهم بتهمة “تعاملهم مع الإرهاب” في الماضي، في إشارة إلى التعامل مع الإدارة الذاتية ومؤسساتها السابقة.
ففي يوم الاثنين 22 أيار/مايو 2023، استُدعيت مجموعة مؤلفة من ستة شبان وامرأة من أهالي قرية دمليا/الأمسية من قبل الشرطة العسكرية في راجو. والأشخاص هم: (ش. أحمد و ع. بكر الملقب بـ”ع. أوسه” وأ. مصطفى ور. شيخو وز. شيخو)، وجميعهم في العقد الرابع من عمرهم. وكانت التهمة الأساسية التي تم توجيهها لهم هي خروجهم في نوبات الحراسة أثناء فترة سيطرة الإدارة الذاتية التي كانت مسيطرة حتى العام 2018، بينما وجهت تهمة “تقديم وجبات الطعام لمقاتلي وحدات حماية الشعب YPG” للسيدة: ر.محكة، وهي في العقد الخامس من عمرها.
وقد قامت الشرطة العسكرية باحتجاز خمسة منهم بعد عملية الاستدعاء، بينما أعادت كل من (ع. بكر وش. كور أحمد) على أن يتم استدعاءهما مرة أخرى في وقت لاحق.
وتمّ إطلاق سراح المحتجزين من قسم الشرطة العسكرية بعد دفع كل منهم فدية مالية قدرها (200) دولار، في حين لم يُطلق سراح (ش. شندي) لأسبابٍ مجهولة.
من الجدير ذكره أنّ كل من (أ. مصطفى وع. بكر) كانا قد اعتقلا في وقتٍ سابق من قبل فصيل “لواء محمد الفاتح” الذي كان يسيطر على قرية دمليا، وتعرضا وقتها لتعذيبٍ شديد.
وأكّد مصدر محلي لجمعية ليلون (رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية) أنّ هناك قائمة بأسماء معظم رجال القرية تم تسليمها للمختار، سيتم استدعاءهم للشرطة العسكرية على دفعات متتالية في أوقاتٍ لاحقة، وهنالك مخاوف حقيقية من احتمالية احتجازهم واستجوابهم وابتزازهم بعد دفعهم للفدية والحصول على “براءة ذمة” من قسم الشرطة العسكرية بعد ذلك.
من الأهمية بمكان الإشارة إلى أنّ جهاز “الشرطة العسكرية” يقوم باستدعاء جميع الرجال والنساء، حتى الذين تعرضوا للاعتقال والتحقيق في وقت سابق من قبل الفصائل المسلحة بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية، وذلك كنوع من أنواع العقاب الجماعي وكأداة لتمويل الجهاز.
وهذه هي الحملة الثانية ضدّ سكان القرية من قبل الشرطة العسكرية، والتي كانت قد احتجزت مجموعة من أهاليها في السابق لمدة أسبوعين واستجوابهم بتهمة الانتساب لقوات الأسايش (الأمن الداخلي) وتهم التعامل مع مؤسسات الإدارة الذاتية السابقة. وقام المحتجزون آنذاك بدفع فدى مالية لقاء الإفراج عنهم.
وقد قامت الشرطة العسكرية في وقت سابق أيضاً باستدعاء المدنيين من قرية بعدنلي التابعة لناحية موباتو/معبطلي بنفس التهم ولنفس الأسباب أيضاً.
وتقع قرية دمليا/الأمسية التابعة لناحية راجو غرب بلدة بعدنلي في كنف جبلٍ، تضم أكثر من 300 منزلاً، يقيم السكان الأصليون في حوالي 170 منزلاً، بينما تسكن عوائل نازحة قادمة من مناطق أخرى بقية المنازل المستولى عليها والتي تعرّض أصحابها لتهجير قسري خلال عملية “غصن الزيتون”.
سيطر على القرية كل من فصيلي “لواء محمد الفاتح” و “لواء المنتصر” في بداية احتلال المنطقة، وخرج الأخير في وقتٍ مبكّر في حين بقي “لواء محمد الفاتح” لوقتٍ طويل.
أما الآن فهي تخضع لسيطرة فصيل “الفرقة 101” التابع للجيش الوطني السوري. وتعرضت القرية للدمار أثناء عملية “غصن الزيتون”، كما تعرّض سكانها لاعتقالات واسعة وتعذيب شديد على يد فصيل “لواء محمد الفاتح” في عامي 2018 و2019.