يكشف هذا التحقيق الموسّع عن حقيقة مروّعة تتجاوز كونها مجرد انتهاكات معزولة: وجود آلة قمع موحّدة ومنسّقة بعناية أشبه بالتنظيم العسكري، تديرها فصائل “الجيش الوطني السوري” عبر منطقتين جغرافيتين تفصل بينهما مئات الكيلومترات، لكن تربطهما أوجه شبه مشتركة، و هما: منطقة عفرين في شمال حلب والساحل السوري في محافظة اللاذقية.
في كلا المنطقتين، ظهرت أنماط متطابقة من الانتهاكات: نفس الشعارات، نفس الأساليب في التعذيب، نفس أنماط القتل، وغالباً نفس الجناة.
استندت هذه الخلاصات إلى خمسة عشرة شهادات مفصلة جُمعت من ضحايا وشهود عيان، توثق كيف تحولت الاختلافات الطائفية والعرقية إلى مبررات لارتكاب جرائم حرب ممنهجة. ففي عفرين، استهدفت فرقتا “السلطان سليمان شاه” المعروفة بالعمشات و”الحمزة” المعروفة بالحمزات، المدنيين الأكراد منذ عام 2018، بشكل منهجي حسب ما يكشفه الشهود في التقرير.
أما في الساحل السوري، فقد تركز الاستهداف ضد المدنيين العلويين منذ مارس/آذار 2025، تحت شعارات طائفية كـ”تطهير الإسلام من العلوية الخنازير”.
من بين أبرز الأسماء المتكررة في الشهادات، ظهر مناف الضاهر، الذي وُصف بأنه كان يتنقل بين عفرين والساحل السوري برفقة شقيقه ومرافقيه، وتقول إحدى الشاهدات إنه “كان يعرف تماماً كيف يُعذّب دون أن يُميت، وكأن لديه تدريباً خاصاً”، ويشير تكرار اسمه وسلوكه إلى دور محوري كحلقة وصل بين مراكز الاحتجاز في المنطقتين، ما يعزز فرضية وجود شبكة منظمة لنقل “الخبرات” القمعية بين المناطق.
تشير الأدلة المجمّعة إلى أن هذه الجرائم لم تكن أعمالًا فردية، ولا ردود أفعال آنية، بل جزء من استراتيجية تطهير عرقي وطائفي ممنهجة، تنفذها شبكة إجرامية متطورة تشمل سجوناً سرية ومراكز تعذيب مجهّزة وضباط ومقاتلين مدرّبين يتنقلون بين المناطق، وتنسيقاً عسكرياً-أمنياً واضحاً.
وتشكّل العبارة المتكررة في شهادات الناجين: “سنأخذك إلى ما وراء الشمس”، والتي وردت في كلا السياقين الجغرافيين، دليلاً واضحاً على وحدة النسق القمعي وتماسكه، ما يدعم فرضية وجود توجيه مركزي أو تدريب موحّد داخل هذه الفصائل.
لقراءة وتحميل التقرير بشكل كامل(25صفحة) بصيغةpdf-يُرجى الضغط هنا
Lelun Afrin